Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

التضامن والدعوة لحقن الدم قبل الحب ... بقلم عبده الحسني

نالت قصة الفتاة هدى والشاب عرفات ، اهتمام بالغ ويبدو أن حكايتهم سلكت باب غير الذي ينبغي أن تسلكه ، وصلت قضيتهم لقمة صائغه إلى أفواه المترب...

نالت قصة الفتاة هدى والشاب عرفات ، اهتمام بالغ ويبدو أن حكايتهم سلكت باب غير الذي ينبغي أن تسلكه ، وصلت قضيتهم لقمة صائغه إلى أفواه المتربصين الباحثين عن مادة إعلامية يشغلون بها أوقاتهم ، لتشكل نكاية بالأمر ، وفرصة للمهاترات السياسية والمناصرات الإعلامية  لتتحول بنظرهم إلى قضية إنسانية  وحقوقية ، وكأننا في عالم افتراضي غير اليمن الذي فيه تداس كرامة المواطنين وتنتهك حقوقهم وتراق دمائهم  في الجنوب وفي صعده ، ليل نهار أمام مرأى ومسمع الجميع دون إن يحرك هؤلاء الحقوقيون المراهقون ساكنا ..!


ومن المخزي جدا ..أن تقرأ منشورا لسياسي أو حقوقي أو صحفي وتجده يتحدث عن قصة فتاة أحبت وأضلت طريقها وأطاعت عواطفها ، ثم هاجرت لينشغل الرأي العام بقضيتها بينما الموضوع لا يتعدى حصول ضمانات عن سلامتها وإعادتها مكرمة معززة إلى وطنها وإن وجدت وساطة بأسلوب اجتماعي تسهل عملية الارتباط وفق الشرع تشرف الجميع  ، وإن وجد الرفض فهذا حق من حقوق أهلها .. بدل من محاكمتها والتشهير بقضيتها وكأن بلدنا اليمن يرفض كل من يهاجر إليه بطرق غير شرعية ، متناسين أن قرابة اثنين مليون مهاجر أفريقي دخلوا اليمن بطرق غير شرعية يشكلون عبء اقتصاديا ومصدر قلق امني وعصابات تدمر وتنتهك الكثير في بلدنا ..

ندين وبشدة ما تتعرض له  هذه الفتاة في أروقة المحاكم اليمنية ..ونطالب بالا فراج عنها لتعود إلى وطنها ، ومهما ادعت أن مصير عودتها سيكون الموت لا اضن ذلك فلديها وطن سوف يحميها ولديها أهل يخافون الله ولن يرتكبون جرم بحقها مهما كان خطأها فلن نكون احرص على حياة هذه البنت من أبوها وأمها اللذين شكلت لهم سمعة وألم غير متوقع ..


وهنا نجد شبة كبيرا بين من يقول أن عودة الفتاه معناه عودتها للجحيم وبين من يقول أن عودة الجنوبيين إلى ما قبل الوحدة سيكون مصيره الاقتتال ، ومن يضمن لنا غير ذلك على حد قولهم المضحك دائما..!
وفي الوقت ذاته نأمل تبراءة الشاب والإفراج عنه ، فمهما كان الحب شيء مقدس إلا أن العادات والتقاليد مفروضة على مجتمعنا العربي ويجب أن نقدسها ونحترمها أكثر من الحب المخالف لواقعنا …


رسالة إلى أخواننا (هدى وعرفات )عودوا إلى رشدكم واقبلوا بالواقع المناسب فهو خيرا مما انتم فيه ...
ورسالة أخرى إلى كل الحقوقيين والسياسيين والصحفيين اليمنيين..هناك قضايا وهناك انتهاكات ليل نهار تطال الشعب الجنوبي ويتعرض لها شباب وأطفال الجنوب دماء تراق وأرواح تزهق من قبل سلطات صنعاء ..فهي الأحق أن ننشغل بها ونتضامن معها .. نقول لكم لا داعي للابتزاز واستغلال الوضع كلفوا خاطركم بإدانة لما يتعرض له أبناء الجنوب من قتل على أيدي جنودكم وأمنكم ..أرونا وقفات احتجاجية أمام سلطاتكم الحاكمة ، لتثبتوا لنا وللعالم  تعاطفكم لما يجري ، وللعلم إن أبناء الجنوب لا تعيقهم قلة الأصوات المناصرة  فوجودها كعدمها لان مشروعهم النضالي والتحرري مبني على حق وإصرار كبير لانتزاع حقوقهم  بأيديهم  .
ومن المخزي جدا أن مع كل يوم تمر من حوارهم الوطني يزيد ضحايا الجنوب وتكبر الانتهاكات لتطال الإطفاء الأبرياء دون سبب يذكر ففي أسبوع واحد قتلوا العشرات وهكذا تأخذ كل محافظة جنوبية نصيبها اليومي من تشيع ضحاياها بين طفل لم يبلغ الحلم أو شاب في أجمل سنين عمره ..



وفي الأخير عودوا إلى رشدكم وانشغلوا بما هو مهم وترفعوا عن سطحيات الأمور فقصة كهذه واردة ومتكررة في كل زمان ومكان ونخشى من يوم تأتي ويقولوا الأحفاد للأجداد لقد أضلونا إباءنا .

ليست هناك تعليقات