كتب/ محمد عباس ناجي الضالعي. وأنا اشاهد يوم امس محافظ حضرموت يقوم بافتتاح مدرسة جديدة اطلق عليها اسم احد الصحابة وقد اطلق اسمه على عد...
كتب/ محمد عباس ناجي الضالعي.
وأنا اشاهد يوم امس محافظ حضرموت يقوم بافتتاح مدرسة جديدة اطلق عليها اسم احد الصحابة وقد اطلق اسمه على عدة مدارس وكانه ليس هناك صحابي جليل من ابناء حضرموت يستحق ان يطلق اسمه على تلك المدرسة مع أن هناك عشرات الصحابة الحضارم العظام رضي الله عنهم وارضاهم, ومن بينهم وائل بن حجر الحضرمي الذي رأس وفد مدينة شبام في السنة العاشرة للهجرة الى النبي صلى الله عليه وسلم , وكان وائل بن حجر هو وأبوه من أشهر أقيال وادي حضرموت.
وتشير الروايات أن وائل بن حجر عندما وفد على النبي دخل على النبي في منزله, فادخله النبي إلى مسجده, وأدناه وبسط له ردائه وأجلسه معه, ثم صعد النبي على المنبر وقال: " أيها الناس هذا وائل بن حُجر سيد الأقيال أتاكم من أرض بعيدة ـ يعني حضرموت ـ راغباً في الإسلام", فقام وائل وقال: يا رسول الله بلغني ظهورك وأنا في مُلك عظيم, فتركته واخترت دين الله, فقال النبي: " صدقت, اللهم بارك في وائل وولده" .
وتشير روايات أخرى أن النبي استقبل وائل بن حُجر معلناً للناس سروره واستبشاره, ثم قدمه لأصحابه قائلاً: " أيها الناس : هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أرض بعيدة من حضرموت طائعاً غير مكره, راغباً في الله ورسوله وفي دينه . وهو بقية أبناء الملوك" .
وتشير الروايات أن وائل بن حجر الحضرمي قدم على رسول الله وقد أسلم راغباً في الإسلام والهجرة, ويتضح ذلك من حديثه عن نفسه قائلاً : " يا رسول الله ما هو إلا أن بلغنا ظهورك ونحن في مُلك عظيم وطاعة عظيمة فأتيتك راغباً في الله وفي دينه" .
ولأن وائلاً بن حجر لم يقدم إلا مسلماً بل راغباً في الهجرة فإنه تأكيداً لرغبته هذه, فقد أعطاه رسول الله قطعة أرض في (الحَرَّة) من المدينة ليستقر فيها, وأرسل معه معاوية بن أبي سفيان ليحددها له ويسلمها إليه .
أنها لصورة عظيمة التي استقبل بها النبي القيل وائل بن حُجر الحضرمي رضي الله عنه, فلم نجد شخص قبله أو بعده استقبله النبي في بيته ومسجده وفرش له ردائه الشريف ليجلس عليه, ويلقي الرسول عنه خطبة كاملة أمام أصحابه وفي مسجده الشريف, ويمنحه قطعة أرض في المدينة المنورة ليبني بيتاً عليها وليسكن فيه, إن مثل هذا الفعل النبوي الشريف لم يأت من فراغ وإنما جاء من حكمة نبوية ترى أسرار الأفاق البعيدة التي لا يراها غير النبي , بأن رجل مثل وائل بن حُجر الحضرمي رضي الله عنه سيكون له شأن عظيم في نصرة الإسلام , فهو لم يكتف بحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وروايتها, وإنما أصبح من أبرز قادة الفتوحات الإسلامية بعد وفاة الرسول , وهذا ما تحدثنا عنه عند حديثنا عن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم في كتابنا العربية الجنوبية في صدر الاسلام.. ووائل بن حجر هو الجد الأعلى للمؤرخ والعالم والفيلسوف الكبير ابن خلدون.. ألا يستحق ان يطلق اسمه على منشأة أم ان ابناء حضرموت يجهلون تاريخ اجدادهم العظماء؟
ليست هناك تعليقات