لا يوجد احتلال بدون مقاومه

*لا يوجد احتلال بدون مقاومة* =============== ✒ : *#زكريا_سفجيليم* ..... هذه المقولة هي من السنن البشرية الثابتة التي قَلَّ أن يوجد لها...

*لا يوجد احتلال بدون مقاومة*
===============
✒ : *#زكريا_سفجيليم*

..... هذه المقولة هي من السنن البشرية الثابتة التي قَلَّ
أن يوجد لها استثناء أو شذوذ.

.....في نهاية القرن التاسع عشر كانت ثماني دول أوروبية هي: بريطانيا، فرنسا،
ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، البرتغال، بلجيكا، هولندا؛ قد احتلت واستعمرت في فترة جيل واحد من الزمن مساحة 28 مليون وخمسمائة ألف كم مربع من الاراضي
في مختلف أنحاء العالم وضمتها إلى أراضيها على نحو غير مسبوق في التاريخ
العالمي .

..... وفي مواجهة الاحتلال نشأت حروب "التحرير" و " الاستقلال " وتكونت فصائل المقاومة ضد الاستعمار ، وأثمر ذلك عقب عقود طويلة نَيل اغلب الدول استقلالها ، بعد سنوات من التضحيات والحروب والمقاومة .

..... وتحول قادة المقاومة في كل بلد مَحرر ، إلى رموز وأبطال تتذاكرهم الأجيال جيال في إثر جيل، وكان من شروط الترشح للرئاسة في الجزآئر أن يكون المرشح قد شارك في حرب التحرير.

..... وبقيت فلسطين دون تحرير ؛ بل تداولتها أيدي المحتلين في غيبة من العرب بتاريخ 15/5/1948م، حيث انتقلت " السيادة " من المحتل البريطاني إلى المحتل الصهيوني، ولا يزال ..
لم يحدث في تاريخ الاستعمار أن أسس المحتل دولة على الاراضي التي احتلها ثم أنكر حق أصحاب الارض في تأسيس دولة لهم، كما لم يحدث أن اعترف أقوام احتلت
أراضيهم بكيان تأسس على أرضهم ثم تعطف عليهم ووعدهم - وعداً ليس
كوعد بلفور - بأن يعطيهم مسخاً مشوهاً يطلق عليه " دولة " على سبيل المجاز ، وأخيراً اكتشف المحتل أن أصحاب الارض لا يستحقون هذه الدولة " المسخ ".

..... وعلى مدى التاريخ الإستعماري كُتبَت دراسات، وأُلِفَت كتب، ونُشرت ابحاث، تتكلم عن دوافع الإستعمار وأسبابه وأهدافه وخططه، لكن لم يبحث أحد عن دوافع
مقاومة الإحتلال؛ لإنه لا يوجد دافع للمقاومة سوى الإحتلال نفسه، وبمجرد أن يتم
التحرير يسقط عن المقاومة اسمها.

..... ومع تتابع العقود وكَرَّ السِنين نشأ خطاب عربي استطاع أن يتكيف مع وجود الإحتلال ، فلم يعده نشازاً ، ولم ينظر إليه بوصفه فعلاً يستوجب ردّ الفعل، وفي المقابل نظر إلى المقاومة لا بوصفه رد فعل على الإحتلال ولكن بوصفه فعال ابتدائيا
يحمل معنى الشذوذ و "الإرهاب"، وهنا اختل التقويم، وأصبحت المقاومة مطالبة
بتقديم ذرائع لفعلها سوى ذريعة الإحتلال، وانقلبت  الموازين، فأصبح عدوان الإحتلال رداً على أفعال المقاومة، وحتى يتوقف العدوان يجب أن تتوقف المقاومة ،
ويبقى الإحتلال..!

..... هذا النهج الذرائعي في النظر إلى العلاقه بني المقاومة والإحتلال هو نهج غير مسبوق في المعرفة الإنسانية، وحتى الفكر الصهيوني الذي أسس دولة الكيان لم يكن" ذرائعياً "


على هذا النحو " الذين أطلقوا الحركة الصهيونية وأعطوها دفعاً الى الأمام
لم يكونوا من المعتدلين الذين ينشدون التعايش السلمي مع العرب، ولكنهم كانوا
قادة من ذوي المقاربات العدائية والمتشدده ، لو أنه تم تبني مقاربة أكثر لطفاً ومسالمة، لما وصلت الدولة إلى ما هي عليه اليوم، كان العنف الذي نشهده اليوم في مواجهات الضفة الغربية وغزة متوقعاً منذ البداية " .

..... لم يكن إسحاق رابين يفكر في ذرائع عندما دمر وحرق قرى عربية أثناء حرب ، 1948م دون أن يفعل أهلها شيئا، ثم قال: " كان لابد من ذلك من أجل ضمان عدم
استخدامها قواعد لمهاجمة القوافل اليهوديــة" ، ولـــم يكــن هيـــرتزل يشغــــل نفسه
بـ " الذرائع " عندما قال:  "إذا حصلُت يوما
على مدينة القدس وكنت ما أزال حيا فلن أتوان لحظة عن إزالة كل شيء ليس مقدسا لدى اليهود فيها،
وسوف أدمر كل الآثار
،التي مرت عليها قرون.

..... إن التدمير والحرق والإهانة والإذلال هي سمات لازمة لا ينفك عنها كل استعمار واحتلال، والعامل المشترك بين أغلب قوى الإستعمار هو إيقاع أكبر قدر من الإذلال
والإهانة بالشعوب المحتلة حتى تفقد قدرتها على الصمود.

..... في عام 1843م في
ً الجزائر كتب الضابط الفرنسي مونتانياك يقول: "يجب إبادة كل من لا يأتي متظذلال
تحت أقدامنا كالكلاب"،  ثم أحرق الجنرال بيلسييه عام 1845م آلاف العرب خنقا بالدخان في جبال الضهرة لأنهم لم يأتوا متذللنين كـ الكلاب " ،وامام الكنسيت وقف مناحم بيجني رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق قائلا : » ما الفلسطينيون إلا حيوانات وبهائم متوحشة تمشي على قدمين«
، إن قصة المقاومة في فلسطين لم تبدأ من الإنتفاضة الأولى، أو الإنتفاضة الثانية،
أو تنفيذ عمليات استشهادية، أو إطلاق الصواريخ، أو رفض تجديد التهدئة، بل تبدأ
ً قبل كل ذلك بقليل، لقد بكى العرب طويلا على محمد الدرة ولكنهم لم يلاحظوا اكثر من 1200 ً طفال آخر قتلوا من بعده وحتى حرب غزة 2009م، كل طفل منهم
يقدم ذريعة لعمل المقاومة.
إنهم يتهمون حماس بأنها جاءت بحكومة يمينية متشددة في الكيان، فهل كانت حماس موجودة عندما خسر حزب العمل لاول مرة في تاريخه أمام الليكود
اليميني بزعامة مناحم بيجني عام 1977م؟ وهل كانت حماس السبب عندما شكل
بيجني حكومته الثانية عام 1981م؟ وعندما شكل إسحاق شامير الحكومة أعوام :
1983م و1986م و1988م و1990م؟ أو عندما شكل نتنياهو حكومته الأولى عام 1996م؟

الا يقدم الحصار المفروض على غزة ذريعة للمقاومة لتقاوم من أجل رفعه؟

ّ هذا الحصار الذي يعده دوف ويسغلا س مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي نظاما نغذائيا
ً« على سبيل السخرية » هو - الحصار - كموعد مع خبير في التغذية، سيغدو الفلسطينيون أكثر نحولاً ولكنهم لن يموتواإذا كانت القاعدة تقول: إنه " لا يوجد احتلال بدون مقاومة" ؛ فإن القاعدة الثانية
تقول: " لا يوجد تنازلات بدون مقاومة" ، وعَبْر تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي لم يحصل العرب على مكاسب سياسية – بغض النظر عن قيمتها الحقيقية - إلا في إثر لعمل عسكري، بدءاً من كامب ديفيد وانتهاء باتفاق أوسلو، وبدون المقاومة لن يجد المفاوض الفلسطيني أو العربي ما يفاوض عليه، وسيكون حواراً من طرف واحد.

..... وإن كراهية الصهاينة لحماس مرتبطة بالمقاومة إلى حد كبير ، وهذا امر مفهوم، ولكن غير المفهوم هو رفض أطراف عربية للمقاومة وعدّ ها معوقاً وليس للحصول على الحقوق الفلسطينية .

✒ : *#زكريا_سفجيليم*