Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

قطع صلة الأرحام.. قرصنة حوثية لصدقات ملابس الأطفال

 قطع صلة الأرحام.. قرصنة حوثية لصدقات ملابس الأطفال الغد الجنوبي ـ متابعات  "مكرهاً أخاك لا بطل".. مثلٌ عربي يضرب لمن أجبر على فعل...

 قطع صلة الأرحام.. قرصنة حوثية لصدقات ملابس الأطفال


الغد الجنوبي ـ متابعات 



"مكرهاً أخاك لا بطل".. مثلٌ عربي يضرب لمن أجبر على فعل شيء ألزمته الضرورة على فعله، أو وجد نفسه مكرها في موضعٍ لا يريده، حالة تنطبق على الموظف بقطاع التربية والتعليم، أحمد نشوان 45 عاما، الذي أكره على صلة شقيقاته في عيد الفطر هذا العام بواسطة الاتصال الهاتفي، بدلاً من زيارتهن بصحبة أولاده إلى منازلهن في بيوت أزواجهن كما جرت عليه العادة.


"منذ عرفت نفسي وأنا طفل، كان أبي يصطحبنا معه في كل عيد أنا وإخواني إلى زيارة عمّاتي (أخوات الأب) للسلام وتقديم العيدية لهن"، يقول نشوان في حديثه إلى (نيوزيمن) إنه لم يتخيل أبدا أن يتوقف راتبه، ويصبح عاجزاً عن توفير قيمة بنزين أو إيجار سيارة يكفي لزيارة قريباته في مناطق متفرقة بضواحي مدينة صنعاء.


 امتدادا للترابط الأسري والاجتماعي وضمن الطقوس العيدية في اليمن، يأتي (عسْب العيد) على رأس قائمة أولويات رب الأسرة في اليمن، وهو عبارة عن مبلغ من المال (غير مقدر) يقدم من قبل كبير العائلة وبالذات للنساء والأطفال، أثناء تبادل الزيارات العيدية.


6 سنوات مضت على توقف راتب، حسين النهمي -الموظف بصنعاء- باع خلالها ميراثه ومدخرات زوجته واقترض من أقاربه وأصدقائه لمواجهة أعباء الحياة المعيشية ونفقات الغذاء والدواء والتعليم والكهرباء والمياه.


يقول النهمي في حديثه إلى (نيوزيمن)، إنه سوف يحرص على صلة الرحم في عيد الفطر (زيارة قريباته) مهما كانت ظروفه قاسية "لن نتخلى عن صلة أرحامنا، لو نزحف إليهن زحفاً"، داعيا بالابتهال إلى المولى -عز وجل- "بأن ينتقم ممن أوقف مرتبات الموظفين ومن تسبب في معاناة الشعب وتسبب في قطع صلة الأرحام".


إضافة إلى توقف صرف مرتبات أكثر من مليون و200 ألف موظف يمني، وإغلاق مئات الشركات والمصانع وتوقف معظم الأعمال، فإن الجرعات السعرية المتتالية في أسعار المشتقات النفطية (12000 ريال للدبة البنزين 20 لترا) وارتفاع أسعار المواد الغذائية وفواتير الكهرباء والمياه، ومصاريف شهر رمضان، عوامل عديدة تراكمية انهكت المجتمع في صنعاء والمحافظات المجاورة.


أولياء الأمور في حرب غير متكافئة أمام ملابس الأطفال


قبل أن يتنفس أولياء الأمور وأرباب الأسر الصعداء، من هموم مصاريف ونفقات شهر رمضان أكثر شهور السنة استهلاكا، يأتي عيد الفطر ليضع غالبية هؤلاء في مواجهة قاسية وحرب غير متكافئة لتوفير متطلبات العيد بما فيها كسوة العيد لأطفالهم.


مصادر محلية من سكان صنعاء وعاملون في قطاع تجارة الملابس كشفو لـ(نيوزيمن) تدخل مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- لإيقاف صدقات العديد من تجار الملبوسات والتي كانت تقدم للمعسرين والفقراء في المناطق السكنية المحيطة بهم.


في سوق للملابس المستعملة بشارع هائل غربي صنعاء، تروي السيدة أم وليد، حكاية منع مليشيا الحوثي توزيع ملابس أطفال كان تاجر لملابس الأطفال يقدمها في رمضان للأطفال بحارتهم، "كنا في السنوات الأخيرة نفرّح أطفالنا بملابس جديدة يوزعها علينا أحد تجار ملابس الأطفال، جزاه الله خير الجزاء".


 مشيرة إلى أنها انصدمت هذا العام بنبأ منعه من توزيع الملابس، ومطالبته بتسليم هذه الملابس لمندوبين في صفوف مليشيا الحوثي.


مثل غيرها من أولياء الأمور وأرباب الأسر ترفع أم وليد أكفها إلى السماء، شاخصة أبصارها، (لا حول لها ولا قوة) ولا حيلة غير إبعاد طفليها قدر الإمكان عن بوابات معارض ملابس الأطفال، والاكتفاء بما تيسر من الملبوسات المستعملة (سوق الحراج)، وعلى أمل إقناع طفليها بالأمر الواقع وقبول هذا الفعل الإجباري الكاسر لظهر أُمٍّ، تختنق عبرات صوتها بأنين وكبرياء: "مجبرة أمّكما لا بطلة"..


ليست هناك تعليقات