Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

عدن بن عدنان وصراع الهوية

  علاء السلال | كتابات وأنت تتجول في عدن ينتابك شعور بالألفة والطمأنينة منذ الوهلة الأولى التي تطأ قدماك ترابها كما لو أنك تعرف هذه المدينة ...

 


علاء السلال | كتابات

وأنت تتجول في عدن ينتابك شعور بالألفة والطمأنينة منذ الوهلة الأولى التي تطأ قدماك ترابها كما لو أنك تعرف هذه المدينة منذ زمن طويل تشدك معالمها وتنجذب لإنسانها الطيب وتبهرك تفاصيلها البسيطة جدا ، لا شيء يوحي بأنك غريب تتساءل ما السر في هذه الشعور الذي يستقر في القلب فجأة ! فتأتيك الإجابة من خلف غبار السنين على لسان حاكم عدن السير توم هيكنبوم في مذكراته: عندما جاءت جلالة الملكة إلى عدن في خمسينات القرن الماضي شعرت كما كنا نشعر تماماً أن في هذه المدينة سحراً أبدياً

هذا السحر الذي يشد إليه القلوب جعل عدن رائدة التنوع منذ قرون فعاش بها المسلم الذي يصلي لله والفارسي الذي يصلي للشمس والبينيان الذي يعبد الأوثان والمسيحي مكرم الصور والصلبان والإسماعيلي صاحب الزمان واليهودي مسبح الذهب الرنان وفيها من يغسلون ويكفنون أمواتهم ومن يحرقونهم ومن يحملونهم إلى برج السكينة لتأكلهم النسور والعقبان ،

اذا التنوع هو العجينة التي تكونت منها هذه المدينة الميسم الذي شكل ملامحها الفسيفسائية الجميلة وبدونه لم تكن عدن

قصدها الملوك والحكام وعاش بها الدعاة والمصلحون فتشكلت بها أولى لبنات المدنية فأخرجت لنا الشعراء والأدباء والمثقفين وتربعت على قمم الصدارة ذات زمن في جوانب شتى من بينها التعليم والصحة والرياضة والفن وجوانب أخرى كثيرة

نجد اليوم من يحاولون الإساءة لها بالإنتساب إليها كذبا ومن يتنكر لعدن ويقفز على تاريخها في معادلة صراع جردتها من هويتها بل وتنكرت لها للأسف

يجب أن تصفى الحسابات السياسية بعيدا عن التخندق بعدن فقد دفعت الكثير نتيجة صراعات لا شان لها بها سوى أنها احتضنت الجميع بحب وهذا ذنبها إلى جانب الجغرافيا اللئيمة التي جعلتها عرضة للأطماع ووجهة للطامعين

 إن كان هناك أصوات نشاز تشوه بعدن يجب أن توجه الاقلام ضدها بالاسم والصفة وليس ضد مدينة بكل ما تحتويه من ثقافات وتنوع وتعدد

هذه المدينة مختلفة عن كل حسابات النبش في الأعراق هي مدينة لا تشبه باقي المدن من سكن بها وتطبع بطباع أهلها واحترم موروثها وإرثها فهو عدني 

احترموا عدن وأهلها ومثقفيها وافهموا تاريخها لم تكن ذات يوم ملكا لأحد ليتفرد بها ويعيد تشكيل ملامحها حسب هواه 

عدن بن عدنان الطيب البسيط المسالم   والمبتسم رغم كدر العيش المثقف  الأنيق لا يستحق منا أن نتنكر له فهو تاريخ يمتد لمئات السنين وعلى الجميع احترامه

ليست هناك تعليقات