الغد الجنوبي بقلم/ خميس عبدالله القيرة مامعنى الثأر: هو عملية انتقام من فرد أو قبيلة ضد فرد أو قبيلة وربما إلى ماهو أوسع من القبيلة والجما...
الغد الجنوبي
بقلم/ خميس عبدالله القيرة
مامعنى الثأر: هو عملية انتقام من فرد أو قبيلة ضد فرد أو قبيلة وربما إلى ماهو أوسع من القبيلة والجماعة
وكذلك هو ظاهرة إجتماعية تنتشر في ظل غياب الدولة.
لذلك فقضية الثأر وسفك الدماء المعصومة والمحرمة لمن أكثر القضايا التي تؤرق المجتمع وتقض مضاجعه وذلك لما يترتب عليها من الآثار المدمرة والعواقب الوخيمة الجارية على المجتمع بكل فئاته وطوائفه.
أن الدماء إذا قدر لها أن تسيل فإنها الفيضان الهادر الذي لاتقف أمامه السدود والحواجز فيكسر ويدمر ويخرب ويشرد ويقض على كل ماهو منجز ويهدم كل إنجاز وينهي كل حلم ويجرف كل أمنية وذلك للحساسية الشديدة للدماء في الشرع والعقل والمجتمع.
فالثأر ظاهرة تفشت في أوساط مجتمعنا الشبواني منذ القدم ولا زالت إلى يومنا هذا فحلت الروابط الإجتماعية وقطعت الأواصر الأسرية وأصبحت عادة يوالي المجتمع عليها ويعادي بل أن المجتمع أصبح ينمي نزعة الثأر والأنتقام في نفوس أبنائه.
فنجد أطفال يسمعون وهم في سن السادسة والسابعة كلاماً يثير نزعة الثأر في النفس البريئة مثل قول أنت من سيأخذ بثأر أبيك من قاتليه وغيرها كثير من كلام التشفي والأنتقام.
لذلك فقضية الثأر أصبحت من الظواهر الإجتماعية المؤرقة لكافة شرائح المجتمع الشبواني لا سيما وأنه قد بدأ في الآونة الأخيرة أكثر استفحالاً وأنتشاراً.
فالثأر أصبح بيئة خصبة لترعرع الجريمة في المجتمع الشبواني وبشكل منظم كونه قائم على الانتقام غير المشروع وصارت له ثقافة وقواعد عرفية خطيرة وأخطرها عرف الرياعة_ والذي يعني إيواء المجرمين وحمايتهم_ إذ بموجب هذا العرف صار المجتمع لا يحرم القتل والقاتل بل يحمي فاعله ويعلي من شأنه ويقوم مشائخ القبائل وأعيانها بحماية القاتل وإعاقة سلطات القضاء والأمن والتي هي معاقة بالأصل من الوصول إلى الجاني ومن ثم القيام بالواجب
وإعمال مبدأ العدالة في المجتمع.
فقضية الثأر قديمة قدم الإنسان وليست قضية جديدة ولها أرضها وحاملوا لوائها في كل زمان ومكان لذلك من يقلب صفحات التاريخ لا يكاد يجد أمة من الأمم خلت من الثأرات. سواءٌ مع الأمم والأعراق المجاورة أو فيما بين أفرادها.
لذلك فالثأرات التي ابتليت بها محافظة شبوة قد تكون من أسبابها ماهو سياسي وماهو اجتماعي وماهو اقتصادي وماهو نفسي وماهو خليط من هذا كله أو بعضه وقد يكون الثأر نتاج طبيعي لتداخل عدة عوامل ذات أبعاد مختلفة فهنالك أبعاد اجتماعية وأبعاد قانونية وأمنية في ظل ضعف سيادة القانون وانعدام مبدأ العدالة مع انتشار الأسلحة بشكل واسع ودون الإلتزام بالقانون الذي ينظم حملها وحيازتها.
لذلك يتوجب على أبناء المجتمع الشبواني القبلي والعشائري وجميع الفئات والفصائل أن ينظروا إلى هذه القضية أو الظاهرة المنتشرة في البلاد بجدية ولأبد من محاربتها وإنهاء هذه الظاهرة والرجوع والتحكم إلى شرع الله عزوجل وكذلك يتوجب على الدعاة والخطباء أن يتم التوعيظ والتوعية والنصح والتبين للناس بالآثار والدوافع التي تؤدي إليها ظاهرة الثأر الخطيرة ويتم التوضيح والتبين للناس عن حرمة دماء المسلمين في القرآن والسنة النبوية.
ليست هناك تعليقات