الغد الجنوبي في الوقت الذي تتسابق فيه الأمم نحو الرقي والازدهار حيث العلم والصناعة ومواكبة التكنولوجيا هي المحرك الرئيسي لتقدم المجتمعات، ن...
الغد الجنوبي
في الوقت الذي تتسابق فيه الأمم نحو الرقي والازدهار حيث العلم والصناعة ومواكبة التكنولوجيا هي المحرك الرئيسي لتقدم المجتمعات، نجد أن الأمة العربية تغرق في مظاهر الترفيه والتسلية،صور طائرات تنقل براً لغرض الترفيه كمشهد يعكس واقعاً محزناً ،هذه الطائرات التي يتمنى البعض لو كانت صناعة عربية لكنها للأسف ليست كذلك.
ما يثير الدهشة ليس فقط التركيز على الترفيه في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ أمتنا العربية، بل هو حالة التخدير والتنويم الجماعي الذي تعيشه شعوبنا،بينما تقام الحفلات والمهرجانات، هناك حروب طائفية تفتك بنا وتنهش جسد الأمة من الداخل،فبدلاً من أن نوجه اهتمامنا إلى قضايا أهم، مثل التصنيع والتقدم التكنولوجي والتفوق في مجالات العلم والمعرفة، نغرق في دوامة من التسلية التي لن تقودنا إلا إلى مزيد من التخلف..
أين نحن من أمم تتسابق في التطوير والتكنولوجيا وفي صنع الطائرات والمركبات الفضائية؟
أين نحن من دول تعتبر العلم هو السبيل الوحيد لتحقيق الريادة والتقدم؟ الأمم العظمى لا تقيس قوتها بعدد حفلاتها ولا بكمية الترفيه التي توفره لشعوبها، بل تقيسها بمدى إسهامها في الصناعة والعلوم والتكنولوجيا، وبمدى تأثيرها على الساحة العالمية في هذه المجالات.
يجب علينا كعرب أن نستيقظ من هذا السبات وأن ندرك أن العالم يتقدم بسرعة، وإذا لم نسارع في اللحاق بهذا الركب، سنجد أنفسنا في ذيل الأمم،فالمستقبل لا ينتظر والعلم هو السبيل الوحيد لتحقيق نهضة حقيقية،وبدلاً من أن ننشغل بالاحتفالات، دعونا نركز على بناء أجيال قادرة على قيادة هذه الأمة نحو مستقبل أفضل، دعونا نستثمر في التكنولوجيا، في التعليم، في الصناعة، وفي البحث العلمي.
إن أمتنا بحاجة إلى يقظة حقيقية حاجة إلى مشروع نهضوي يضع الأولويات في مكانها الصحيح، لا بأس في الترفيه لكن ليس على حساب المستقبل، نحن بحاجة إلى أمة تصنع طائراتها بأيدي عربية، وتبدع في كل مجال من مجالات الحياة، لا أن تكون مجرد مستهلك لما يصنع في الخارج.
إن الحروب التي تمزقنا والطائفية التي تفرقنا لن يتم تجاوزها إلا عندما نملك أدوات التقدم العلمي والاقتصادي، وعندما نستعيد مكانتنا بين الأمم،فلننهض من هذا السبات، ولنتوجه نحو ما يليق بنا كأمة لها تاريخ عريق وقدرات هائلة غير مستغلة.
#أحمد_الليثي
٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤م
Keine Kommentare