زين اليافعي يكتب : عن الفساد والمُفسدين أحكي

الغد الجنوبي  كتب/ زين اليافعي  يؤرقني الفساد المُستشري في بلادنا، كيف لم ننجح في هزم هذا الكائن الذي يستشري في كافة مؤسساتنا، ومع ذلك لم ني...

الغد الجنوبي 

كتب/ زين اليافعي 

يؤرقني الفساد المُستشري في بلادنا، كيف لم ننجح في هزم هذا الكائن الذي يستشري في كافة مؤسساتنا، ومع ذلك لم نيّأس بالقضاء عليه ومحاربة المفسدين لجعل القانون سيداً لا يسمو فوقه أحد، أسسنا مراكز لرصد هذا السيد للبحث في سر الأقنعة التي يتدثر بها ليختفي عن كل أشكال المحاسبة والرقابة، ومع ذلك لم ننجح برغم كل الترسانة القانونية من محاصرة أخطبوط الفساد الذي يشبه أثر مرض “الإيدز” حيث يدمر جهاز المناعة في ضحاياه بقوة وبسرعة.

الفساد في بلادنا لا ينام، فساد في البر ،والبحر،والجو، ..وفي الإدارة وفي القطاع، وفي التعليم ،والأمن، والكهرباء، وفي قطاع الخدمات… من أصغر عامل إلى أكبره، من موظف عمومي إلى رئيس جماعة.. الفساد لا ينام عندنا ليله كنهاره، فهو على دوام متصل ببعضه وعلى بطاقة خارقة لا يمكن أن تتوقف عن العمل مهما مرض أصحابه 

.. كلما فكرت في موضوع الفساد انتابتني أسئلة مقلقة مفجعة موحشة مفادها : هل الفساد مفرد أم جمع، جمع بصيغة المفرد أم مفرد بصيغة الجمع؟ هل الفساد جنسه أنثى أم ذكر.. كائن محدد الهوية وشيء متعين متحيز في الزمان والمكان؟ ،وفي الشَّقْشقة النحوية هل هو أسم ذات أم أسم معنى؟

الفساد في وطننا الجنوبي بات مستشريا عصيا محميا من قبل عصابات يمنية لها باع طويل في سوق بضاعته هم وتجاره هم اذ انه اي الاحتلال كانت تركته التي ورثها لنا كجنوبيين بعد سلف ورثة متسخة، والفساد اصبح ذات هامة عالية و”خادم عطش” في “ مكان أبدي“ ، لا يحتاج إلى عشبة تنهي وجوده إلى الأبد لطالما وان بذرته جاءت من محتل بغيض لايرقب في الله ايلا ولا ذمة ، أليس المفسدون أفاعي لا يمكن أن تموت ،بهكذا لم أعد أفهم