الغد الجنوبي كتب / عارف عادل ابو الخضر في زمن تكبل فيه المجتمعات بالتحديات، وتقف كثير من المناطق على هامش التنمية، تُطل “حماده” كقصة نجاح ح...
الغد الجنوبي
كتب / عارف عادل ابو الخضر
في زمن تكبل فيه المجتمعات بالتحديات، وتقف كثير من المناطق على هامش التنمية، تُطل “حماده” كقصة نجاح حقيقية كتبتها سواعد رجالها لا بأحبار الأقلام، بل بعرق الجبين وبحجارة تعبيد الطرق.
من حاجة إلى إنجاز لم تكن البداية مشروعاً ممولاً ولا مبادرة رسمية. بل كانت صرخة من الأرض، استجاب لها أبناؤها المخلصون، وعلى رأسهم الشيخ محمد رجب، الذي آمن أن الطريق إلى الكرامة يمر عبر رصيف مرصوف بهمة الرجال، وأن النهوض يبدأ من نقطة واحدة من الذات
الطرقات شرايين حياة بدأ العمل بطريق قرض حماده، ثم امتد إلى طريق بلاد أهل علي حماده، والطريق الرابط بين حولين وعدن حماده. طرق لم تُعبد بالإسفلت فقط، بل بالإيمان، بروح التكاتف، وبفكرة أن المجتمع القوي هو من يصنع مجده بنفسه.
هذه الطرقات أصبحت شرايين حياة تربط القرى، تسهل عبور المرضى والطلاب والمزارعين، وتفتح آفاقاً جديدة للتجارة والزراعة والتنقل، بعد سنوات من المعاناة والإهمال.
في قلب هذا التحول، برز سوق حبيل البن كنموذج اقتصادي متكامل. بفضل موقعه الاستراتيجي والتخطيط الواعي، أصبح السوق مركزاً نابضاً بالحياة الاقتصادية، يجذب التجار من كل حدب وصوب. لم يأتِ هذا النجاح صدفة، بل بُني على أسس متينة بنية تحتية ممهدة قيادة مجتمعية مستنيرة توظيف التراث الاقتصادي البن، إشراك الشباب وخلق فرص عمل
القيادة الواعية جوهر الإنجاز الشيخ محمد رجب لم يكن زعيماً بالكلام، بل قائداً بالفعل بدأ من الطريق، لأنه “شريان الاقتصاد”، ثم أطلق شرارة الإنجاز. لم ينتظر دعماً من أحد، بل حرك الناس بالإلهام، وجعل من الإخلاص والبذل والمبادرة عنواناً لكل خطوة.
دروس من حماده لكل المجتمعات، ما حدث في حماده يتجاوز الحدود الجغرافية إنها رسالة للقرى والمدن الأخرى
لا تنتظروا الحلول من الخارج. البنية التحتية هي بداية النهضة العمل المجتمعي ليس ترفًا، بل واجب القادة الحقيقيون يبدؤون من الميدان لا من المكاتب
تحية لرجال الخير إلى كل من حمل المعول، ورفع الحجر، وشارك بالمال أو الجهد أو الدعاء أنتم رجال الخير وصُناع المجد أنتم من أثبتم أن المجتمعات لا تُبنى بالحكومات وحدها، بل بأبنائها الذين يؤمنون أن الأرض التي لا نزرع فيها الخير لا تستحق أن نسكنها.
وفي الاخير ما أنجزته حماده ليس فقط تعبيداً لطريق، بل هو تعبيد لطريق الوعي، والعمل الجماعي، والاعتماد على الذات. إنها حكاية تلهم كل من يريد أن يبني وطنه بيده، لا أن ينتظر من ينقذه، حماده اليوم لا تحكي عن نجاح محلي فقط، بل تروي فصلاً من فصول النهوض الشعبي في أبهى صوره.
ليست هناك تعليقات