Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

سمران كانت العودة إلى مكان أرقى وأفضل بدﻵ من المدرسة

(سمران   كانت العودة إلى   مكان أرقى وأفضل  بدﻵ من  المدرسة .....) بقلم أ/ الماسحة لهذا الشأن تغريد أحمد المنصوب الغد الجنوبي خاص ...

(سمران   كانت العودة إلى   مكان أرقى وأفضل  بدﻵ من  المدرسة .....)


بقلم أ/ الماسحة لهذا الشأن تغريد أحمد المنصوب


الغد الجنوبي خاص






الطالب سمران ...وما أدراك ماسمران ..تساءل الكثير عن معرفة قصة هذا الطالب من خلال المنشورات للكادر التعليمي بمدرسة الفقيد أكرم الصيادي ..في خلفيات وحالات في الواتس وغيره ....

نأخذكم قليلآ لمعرفة سمران وقصته ....
سمران من فئة المهمشين والمقصود بذلك الطبقة السوداء الذين يعيشون في المخيمات ...وأطفال يتسولون في الشوارع لايأخذون للتعليم أي أعتيار ...وحين جاءت الفرصة بافتتاح مدرسة الفقيد الصيادي في منطقة سهدة حيث يتواجدون المهمشين اصحاب الخيام واللاجئين الصومال ..قام صاحب الفكرة ﻹنشاء مدرسة لهذه المنطقة وخصوصآ لاصحاب هذه الطبقة ...بتوعية وتحفيز صاحب فكرة تأسيس المدرسة عبدالفتاح حيدرة وبدعم الاستاذ الفاضل مدير التربية عبد الباسط المرح في 10/10/2017شجعوا المهمشين على التعليم ...ودخولهم المدرسة .....

فكان الطالب سمران أحد الطلاب المهمشين الذين التحقوا بالتعليم وفي الصف اﻷول تلاحظ المدرسة تألق هذا الطالب وتميزه داخل الصف من بين العديد من الشعب ....ليأتي آخر العام واذا بالطالب سمران انقطع عن التعليم دون أي سبب هو والعديد من زملائه الذين لم تسمح لهم الظروف المادية على مواصلة التعليم ...  حسب كلام زملائهم
لتذهب عليه سنة دراسية بتندم وتحسر المدرسة على خسارتها كطالب ذكي ....وذهب بعد حاله وانتهى اﻷمر لكن لم ينتهي بعد ...

وفي شهر 12 الفائت من عام 2018 كلفت التربية ب(مديرية قعطبة )عدد من المتطوعين المعلمين بالنزول الميداني للقيام بمسح ورصد الطلاب المتسربين من المدارس ..والذي استمر لمدة خمسة ايام

فكانت الفرصة لي كاستاذة متطوعة بمدرسة الفقيد أكرم الصيادي فقمت  بتنفيذ عملي وأنا بقمة السعادة ﻹنتهز هذه الفرصة ومعرفة الاسباب لعديد من الطلاب غادروا وانسحبوا ....وبينما أنا أمارس عملي والمرور على المخيمات واحدة تتلو اﻷخرى لمدة ثلاثة ايام ....عرفت طلابي وطلاب تسربوا من المدرسة ماهي الاسباب وأدونها بالكشف وكدوري كااستاذة كنت انصحهم وأرغب لهم أهمية التعليم لهم وبحوار مع آبائهم ...وهكذا كان عملي الذي استمر لمدة خمسة ايام بعد ما تم المسح كامل على جميع المخيمات ...وعند المساء وأنا أرفع التقارير ﻹدارة التربية والمشاريع ...اتذكر هذا الطالب بكل تأمل ..وأتسائل أين أجد الطالب سمران ...يالله دلني كيف قد قطعت الكثير من المسافات ولم أشوفه مثلما شفت زملائه ..وأذا أنا بعمقآ من التفكير  ليأتيني الجواب لذاتي قائلة سهل بكرة سأقوم بالذهاب إلى المدرسة وسأسأل عنه زملائه هل من يدلني ...وفعلآ ..

في صباحية اليوم التالي  واﻵخير من المسح من تأريخ  2018/12/24 ..ذهبت لقاعة الصف مسلمة على التلاميذ قائلة لهم من منكم يعرف الطالب سمران وأين المكان ..

أجابوا التلاميذ هو جار الطالب سمير سألت سمير هل تعرفه قال نعم وهل سأجده بالحي أو أنه بمكان آخر ...ﻷنهم عادة كثيري التنقل بالمنطق للبحث عن لقمة العيش ...

قال نعم موجود هنا قلت المهم أبوه وأمه هنا بهذا الحي قال نعم ...شكرت سمير وقلت سأعود عند المغيب عندما اتوجه للمنزل بنهاية العمل  اليوم ﻷني قد تجاوزت المسافة ..إلى اللقاء سأعود إلى عندك ياسمير وأنت دلني على مخيمهم وعلى أباه..سمير حاضر يااستاذة ...غادرت المدرسة ﻹتمام المسح بالمنطقة وعند العودة للمنزل على الطريق أمر على سمير...سمير قد أتيت فهيا للمخيم سمران وأدع لي أباه  توجهنا وإذا بي أولاقي سمران باب المخيم

سمران كيف حالك رد على خجل واستحياء الحمدلله يااستاذة ...
سمران لماذا بطلت الدراسة وأنت ذكي ...
سأرجع وأعود يااستاذة ..ممتاز
وأين أباك ...
نادى أباه ...فخرج إلي
أهلا أبو سمران كيف حالك

الحمدلله ...
لماذا سمران ترك المدرسة ..
قال ..الظروف والوضع المادي
سألته هل أنت مستعد ترجع سمران يدرس قال على طول العلم علم وجميل لولدي أن يتعلم ...وإذا به يطربني بأبيات وحكم على العلم وأهميته أعجبت صراحة بهذا الحوار على العلم والتعليم ...

وسمران يتابع الحديث وعند نهايتنا  قال سمران استاذة أذهب بكرة المدرسة أدرس قلت له أذهب مع أن الدراسة انتهت والمدرسة تنفذ الامتحان الفصلي ...الا أني شجعت سمران على الحظور ليعيش الاجواء ليعود برغبة ...
قالت أم سمران ولدي يريد يدرس بس الوضع المادي ...

مع أني كنت أعرف ذلك ﻷني قمت بزيارة للمستشفى بمدينة الضالع
فرأيت سمران باب الباب يتسؤل ويتتطلب عند المرافقين والمرضى فأتى إلى عندي يمد يده هو وبنت جواره لمحتي بلمحة سريعة وكانت البنت أذكى منه فلم تدعه يكمل ...الا وسحبته وتقول هذه الاستاذة تغريد استحوا و ذهبوا بعيدآ عني لكي ﻻ أراهم ..وقلبي يتقطع لكني تجاهلت لئلا يحرجوا ....

وكان لقائي بسمران هو اليوم اﻵخير من المسح أو نقول اللحظات اﻷخيرة عند ذلك كان مدير إدارة المشاريع الاستاذ عبد الغني يتصل بي لرفع التقارير ...قمت مباشرة وتوجهت للمنزل بالمغرب أختم الكشوفات وأرتب وأوقع التقارير وكان سمران بالكشف اﻷخير
من الطلاب المتسربين ....
وأرتفعت التقارير للمعني بها وانتهى المسح .

وفي اليوم التالي أعود المدرسة لأمارس عملي واستكمل الاختبارات الفصلية لتلاميذ ...وأثناء وصولي ودخولي قاعة الصف ألقي التحية على التلاميذ و إذا بسمران وزميله متواجدين بين التلاميذ ويقولون عدنا يااستاذة
رحبت بهم وطلبت من التلاميذ التصفيق لهم والترحيب ....مع انه كانت امتحانات لكن رغبتهم ....

وعند بداية الدراسة من الاسبوع اللي بعد الامتحانات بدأنا الحظور وبدأ الفصل الدراسي الثاني ...وسمران  وزميله أول الحاضرين من التلاميذ مع أني اعرف أنه لا يوجد لديه درجات ولا محصلات الا أني حافظت على بقائهم للاستفادة والتأقلم ....
مارس الحظور حدود شهر وبعد ذلك استوقفته هو وزميله وقلت ياسمران ما رأيك تعود عند صف أول تستفيد وتفهم أكثر من أجل تحصل على مرتبة اﻷوائل ...
رد سمران والضحكة على وجهه حاضر يااستاذة .
مسكت بيده وبيد زميله أحمد وذهبت بهما لشعبة الثالثة فقالت الاستاذة عندي زحمة لا استطيع القبول دعي طالب عندي واﻵخر بالشعبة الثانية رفضت الا أن يكونوا مع بعض .. ...سحبني الوراء وهمس في أذني أريد عند الاستاذة أصيلة كانت أستاذتي بالعام اﻷول ...أريد عندها أو عندك ...قلت حاضر وقلبي يتقطع عليه ﻷنه لو واصل بيكون عندي ...

ذهبت به لعند الاستاذة أصيلة ورحبت بهم بترحيبة اﻷم ﻷبنائها ..وادخلتهم وشرحت لها انه عاد من المتسربين تعامله مثل جميع الطلاب ...تقبلت ورحبت بكل حب ...

واصل تعليمه في الصف اﻷول عند الاستاذة أصيلة الذي أحب أن يكون عندها ...بكل نشاط وحيوية ...


وفي يوم من نفس الاسبوع الذي حولت سمران الصف اﻵخر
تأخرت على دوامي وﻷول مرة لظروف منعتني للحظور كالعادة في طابور الصباح وبداية الدوام ....

حظرت 8 ونص المدرسة متوجهة بكل عجل الى غرفة الصف ...
دخلت مرددة التحية على التلاميذ
وهم في قمة السكون ..ﻷول مرة دون وجود أي استاذة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التلاميذ ...وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم أعذروني تأخرت عليكم ...
الحمدلله ...
بصوت منخفض رددوها
تكلم تلميذ ...استاذة ...سمران مات ...!
ماذا ؟؟
سمران مات  لا لا  تمزحوا بهذه الاشياء ..قل مريض ..لو غايب

ردد جميع التلاميذ استاذة والله أنه مااات..

تخشبت وقتها ولم أرد بكلمة ...قالوا استاذة صدقي هو مات برعشة كهربائية أمس ....انصدمت وتجمدت ..خرجت بعد لحظات من عندهم وتوجهت لصف اﻵخر اشوفه موجود جوار صاحبه وجدت صاحبه الذي عاد معه بركن الصف شارد ووجدت الاستاذة في بكاء فوق الطاولة ....

آآآه ه آ آه يالها من لحظات وياله من يوم ..عدت لغرفة الصف وأنا مخنوقه وأردد الله يرحمه الله يرحمه ...

وقفنا وقرأنا الفاتحة  مع التلاميذ ولم استوعب ما حصل ....أنا وزميلاتي ..

بعد الراحة ذهبنا مع بعض الزميلات وأخذنا أذن من اﻷدارة متوجهات نحن والتلاميذ لاداء واجب العزاء ومعرفة الحادث ...
وعند وصولنا المزدحم والغفير وأثناء وصولنا باب المخيم ...وإذا نحن بوالده وذا به يلاقينا  ويشاهدنا مع زملاء سمران أهجشت عيناه من البكاء الذي لم تعد واضحه من التورام بسبب البكاء ......
سلمنا عليهم جالسنا إلى جانبهم أمه وأباه وعمه وعمته وعدد من أقاربه ...
ونحن في أشد الحزن واﻷسى نتبادل الحديث بصعوبة بالغة لشدة الحزن منا ومنهم

وبعد أن صبرناهم وواسيناهم بقضاء الله وقدره وانه لا مرد له

بدأنا باﻷسئلة ....كيف كان موت سمران ...
قالوا لانعلم
وبماذا مات  بأسلاك الكهرباء

ومن قال لكم وكيف عرفتم بذلك ...
جاء الحزام اﻷمني بالعصر يسألنا عن مواصفات ولد دلتهم أحدى النساء أنه من هذا الحي ..وأنه انتقل الى رحمة الله وقد أخذوه الى الثلاجة محافظة الضالع

لا حول ولا قوة الا بالله
...وبأي مكان مات حدث هذا
 بقرية خلف سناح تسمى اللكمة أو العقلة ...

قدر الله وماشاء فعل ....
طيب لما خرج ماقال لكم إلى أين ...؟

جاء أمس من المدرسة وقال الاستاذة قالت ضروري الطلاب يلبسوا الزي المدرسي وأنا ماجابوا لي لما وزعوا وأنا مش موجود لكن بكرة بروح أشوف لي عمل واجمع لي حق زي وحقيبة مدرسية ....

الوالدان ماركزوا ولا أخذوا كلامه بعين الاعتبار ...

وفي صباحية  اليوم الثاني خرج باحثآ عن قيمة حقيبة وزي مدرسي ...وأن لم يكن الكلام يعنية من قبل الاستاذة كونه عاد متسرب للاستماع وليس أساسي ....الا أنه أصر وخرج للموت عن طريق جمع قطع حديدية أو أي مخلفات يتم بيعها عند جمعها ....وعند رؤيته حسب اﻷخبار قطع أو حاجة يستفيد منها تقدم الى جوار الاسلاك الكهربائية التي غدرته  وتمسكت اصابعه بها وسقوط اسلاك أخرى على رقبته لتجعله ينتقل إلى المدرسة الأرقى واﻷفصل ...بثوب من حرير من رب كتب له وقدر ..وكانت النهاية العودة إلى الجنة بدﻵ عن المدرسة .

هذه هي النهاية ...وهذه قصة تسرب ...تجعلني مرات  ومرات أتندم وأتسائل هل أنا السبب هل أمه وأباه يحملون علي الحقد ﻷني رجعت له من آخر المكان وبآخر أيام المسح 2018/12/24 وبآخر اللحظات ليعود الى المدرسة ..وليس الجنة التي هي أفضل وأرقى
------------------------------------

بقلم أ/ الماسحة لهذا الشأن تغريد أحمد المنصوب 📝

--------نقلتها لكم من ميدان العمل----


خاص لمنظمة أنقاذ الدولية
وللمهتم بهذا الشأن ..

ليست هناك تعليقات