وثائق تكشف تورط بريطانيا بمنع دول مسلمة من المشاركة في مؤتمر "مذبحة سربرنيتشا" البوسنية

وثائق تكشف تورط بريطانيا بمنع دول مسلمة من المشاركة في مؤتمر "مذبحة سربرنيتشا" البوسنية. تقرير - محمد مرشد عقابي: الغد الج...

وثائق تكشف تورط بريطانيا بمنع دول مسلمة من المشاركة في مؤتمر "مذبحة سربرنيتشا" البوسنية.

تقرير - محمد مرشد عقابي:

الغد الجنوبي / خاص

كشفت وثائق سرية تم تسريبها مؤخراً تورط الحكومة البريطانية في إقصاء عدد من الدول المسلمة من المشاركة في مؤتمر دولي تمت الدعوة إليه بعد السيطرة على بلدة "سربرنيتشا" البوسنية المسلمة قبل 25 عاماً، والتي عرفت مقتل 8 آلاف رجل وطفل بوسني على مدار 11 يوماً بعد ان غادرت القوات الهولندية لحفظ السلام التابعة للأمم المتحدة البلدة في 11 يوليو "تموز" 1995م في آخر تطهير عرقي وقع في القارة الأوروبية العجوز.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "ميدل ايس" البريطانية أمس الأول السبت 11 يوليو "تموز" 2020م فإن هذه الوثائق تظهر بان الحكومة البريطانية واثناء عمليات القتل اعتراها قلق بالغ من استدراج قوات حفظ السلام الخاصة بها إلى مواجهة مسلحة مع القوات البوسنية الصربية التي ترتكب المذبحة.

وحاولت الحكومة البريطانية منع عدد من الدول الإسلامية من حضور مؤتمر عقد في لندن بهدف إيجاد حل للأزمة، مع أن معظم البلاد التي جرى منعها اسهمت بأعداد كبيرة من الجنود ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة، لكن شعور لندن بالحساسية جراء الإتهامات التي اطلقتها بعض البلدان المسلمة ضد دولاً غربية وقفت ساكنة ولم تتخذ أي إجراء لحماية المدنيين العزل.

وبحسب التقرير فقد تلقى رئيس الوزراء البريطاني  "جون ميجور" مذكرة من "إدوارد أوكدين" سكرتيره الخاص للشؤون الخارجية تحمل تحذيراً مفاده "ينبغي ألا نسمح بتحميلنا المسؤولية على هزيمة البوسنة (لما يحمله ذلك من عواقب على وضعنا التجاري وما إلى ذلك في العالم العربي).

وأرسل "بيتر هينشكليف" السفير البريطاني إلى الأردن برقية إلى مكتب الخارجية في لندن تقول إن الملك حسين استدعى في وقت سابق سفراء الدول الخمسة الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهي (روسيا، والصين، وفرنسا، والمملكة المتحدة والولايات المتحدة)، مضيفاً بان الملك الأردني تحدث بعاطفة جياشة عن العار من ان يشهد العالم "هولوكوست ثانية على حد وصفه.

وحذر السفير البريطاني في الرياض من ان منظمة التعاون الإسلامي صرحت بأنها "مرتعبة من الأحداث المنصرمة في البوسنة، وأنها تنتظر من المملكة المتحدة تحركاً حاسماً لإنهاء عمليات التطهير العرقي.

واستدعى وزير الخارجية المصرية آنذاك عمرو موسى سفراء الدول الخمس إلى القاهرة ليقول إن "الأمم المتحدة تعرضت للإهانة" وأن المجتمع الدولي لا يمكنه ولا ينبغي له أن يقف متفرجاً ومكتوف الأيدي.

وقال موسى إن الفشل في إيقاف الصرب البوسنيين يتناقض بوضوح مع التحركات الغربية ضد ليبيا والعراق.

ونقل السفير البريطاني "ديفيد بلاثرويك" للندن ان موسى "عاطفي وغاضب"، وحذر من مغبة قيام جمهورية مصر بتسليح مسلمي البوسنة ان لم يتدخل الغرب لإحلال السلام في هذه المنطقة.

واحيا البوسنيون في 11 يوليو "تموز 2020م" الذكرى الخامسة والعشرين لمذبحة "سربرنيتشا" التي راح ضحيتها نحو 8000 رجل وصبي مسلم، تلك المجزرة الشنيعة والجريمة البشعة التي صدمت العالم باعتبارها حرب إبادة جماعية لم تشهدها أوروبا منذ إندلاع الحرب العالمية الثانية.

ووقفت العائلات المكلومة أمام نعوش ملفوفة باللون الأخضر لـ9 ضحايا تم التعرف على رفاتهم حديثاً وسيتم دفنها في مقبرة بالقرب من البلدة، حيث تشير شواهد القبور البيضاء الطويلة إلى جثامين 6643 ضحية أخرى، بينما لا يزال نحو 1000 من ضحايا المذبحة في عداد المفقودين بهذه البلدة التي شهدت واحدة من أفظع أحداث حرب البوسنة والهرسك التي دارت رحاها بين عامي 1992م و 1995م.

وخاطبت النخب المسلمة في البوسنة قادة العالم الحر بإقامة احتفالية رسمية احياءً لهذه الذكرى الألمية تاكيداً على حجم الإنتهاكات الكبيرة التي يتعرض لها المسلمون في الدول الغربية.