Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

لبنان وخطر التوغل التركي.

لبنان وخطر التوغل التركي. تقرير - محمد مرشد عقابي: الغد الجنوبي / خاض تتنوع وسائل التدخل التركي في شؤون الدول العربية فمن...

لبنان وخطر التوغل التركي.

تقرير - محمد مرشد عقابي:

الغد الجنوبي / خاض


تتنوع وسائل التدخل التركي في شؤون الدول العربية فمنها  من يأتي ضمن مفاهيم القوة الصلبة بالأطر العسكرية والإقتصادية والأخرى ضمن مفاهيم القوة الناعمة من خلال المؤسسات والمنظمات والجمعيات الخيرية كل ذلك لتحقيق مصالحها وتعزيز نفوذها في المحيط الإقليمي.

ويعد لبنان من الأقطار العربية ذات الأهمية الإستراتيجية في توجهات تركيا الإقليمية لما له من تأثير على كثير من الدول المجاورة، أو لتنفيذ الأهداف الإقليمية التركية بما يتوافق مع مصالح أردوغان، فالأهداف التركية في لبنان وجدت في ضعف القيادة السياسية بيئة ملائمة وخصبة لتعزيز الدور التركي، كما ان تركيا تعمل وفق سياساتها على إيجاد نوع من التوازن الطائفي، وضمن نفس السياق فإن الأقلية التركمانية اللبنانية ترتبط بتركيا هذا الارتباط ازداد بعد وصول حزب "العدالة والتنمية" إلى السلطة في تركيا، فضلاً عن محاولات تركيا تعزيز نفوذها في مدينة "طرابلس" اللبنانية الأمر الذي ترجم برفع الأعلام التركية في أكثر من مناسبة في هذه المدينة الشمالية.

ويؤكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين اللبنانيين بان تركيا لا تترك اي بلد عربي مأزوم ويعاني مشكلات داخلية إلا وتوغلت فيه برداء فعل الخير واللعب على وتر المظلومية وتقديم نفسها كمحامي ومنقذ للمضطهدين، وهي ذاتها خطة داعش ونفس أسلوبه وممارساته الخبيثه، مشيرين الى ان الداخل اللبناني لم يعد يحتمل المزيد من التعقيدات في اغلب الملفات، وحل مشاكله في الأساس يكمن في إمكانية الخروج من هذا النفق المظلم، لا تعميقه بتدخلات تركية واضحة المضمون والأهداف للجميع.

ونوه الخبراء والمحللين الى ان التوتر الأخير الحاصل بين بيروت وأنقرة على خلفية تغريدة للرئيس اللبناني "ميشال عون" ضد جرائم العثمانيين بحق اللبنانيين، ثم رد الخارجية التركية على تلك التغريدة وبعدها قيام عدد من اللبنانيين بتعليق لآفتة على باب السفارة التركية اعتبرتها أنقرة مسيئة ومستفزة، كل ذلك أعاد لأذهان اللبنانيين خصوصاً والعرب عموماً إمكانية وجود أطماع تركية في لبنان التي تعيش انقسامات سياسية مستمرة منذ سنوات طويلة.

ويرى مراقبون بان بدايات التدخل التركي في لبنان كان هدفه حماية إسرائيل، حيث كانت تل أبيب قد طالبت بوجود قوات اليونيفيل على أنه يكون قسم منها قوات تركية على حدود الأراضي المحتلة ولبنان، وبررت "إسرائيل" ذلك الطلب بان تركيا دولة مسلمة وعضو في حلف الناتو وجيشها مدرب جيداً، فما كان من أردوغان إلا ان استجاب للطلب الإسرائيلي وأرسل قوات من جيشه ضمن "اليونيفيل" إلى الحدود مع الأراض المحتلة، كما تحدثت تقارير صحفية عن قيام تركيا بإستغلال قوات اليونيفيل لزيادة تواجد قواتها على الأرض اللبنانية كان آخرها في العام 2018م.

واثارت زيارة السفير التركي لدى بيروت "هكان تشاكل" إلى مناطق تواجد التركمان في منطقة البقاع شرقي لبنان ومن ثم لقائه بمفتي منطقة بعلبك الهرمل الشيخ "خالد الصلح" ووفداً من مشايخ وأعيان بعلبك حفيظة الكثير من اللبنانيين الذين اعتبروا ان زيارة السفير التركي تمهيد من أنقرة للولوج والتوغل إلى اعماق الداخل اللبناني من بوابة تركمان لبنان، وفي جانب مواز تحاول تركيا أن يكون لها موطئ قدم في مياه شرق المتوسط عبر نسج علاقات مع لبنان خاصة بعد التوترات التركية اليونانية ومثلها المصرية.

وبحسب العديد من المحللين فان التوغل التركي في لبنان تم وفق آليات عدة من بينها سعي تركيا لإنشاء مراكز ثقافية لتعليم اللغة والترويج للثقافة التركية وتقديم منح دراسية مع إعطاء الطلاب تسهيلات للدراسة في المراكز الواقعة بالشمال اللبناني، فهناك المركز الثقافي التركي في بيروت الذي يعمل لتحقيق المخطط التركي إذ أنه يعلن دائماً على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي عن بدء قبول طلبات للراغبين في الإنتساب إليه لتعلم اللغة التركية مع تقديم العديد من التسهيلات لتشجيع اللبنانيين للإنضمام إليه، كذلك يأتي الدور الخطير للجمعيات الخيرية، فقد وضعت أنقرة نصب أعينها اللاجئين الفلسطينيين والسوريين الموجودين في مخيمات بمختلف الأراضي اللبنانية حيث وظفت جمعياتها الخيرية من أجل السيطرة على هؤلاء تحت شعار المساعدات الإنسانية والمشاريع الإنمائية والتعليمية والثقافية.

وبحسب تاكيدات الخبراء والمحللين فان جزءاً كبيراً من اللبنانيين يستشعرون الآن محاولات تركيا للتوغل في بلدهم ومجتمعهم، وهو أيضاً ما يثير مخاوف عدد كبير من دول المنطقة وخاصة الدول العربية، وترجح الكثير من المصادر بإن تركيا تسعى للدخول إلى لبنان من خلال الإعتماد على تناقضات الحالة السنية والشيعية لتثبيت النفوذ والتدخل في الشأن العربي وهذا له مردوده السلبي على الداخل التركي لأن هناك تنوعات عرقية وطائفية في أنقرة، كما ان تركيا تحاول العبث بالأمن القومي العربي وبأمن منطقة الشرق الأوسط من خلال نشر نفوذها الإستعماري خارجياً عن طريق إنشاء المؤسسات الثقافية والخيرية والتعليمية وذلك لتحقيق مآربها وطموحاتها المتمثله بإحياء الإمبراطورية العثمانية، ووجدت أنقرة في لبنان ضالتها وتحديداً في الشمال وتحديداً في مدينة طرابلس وفي الجنوب مدينة صيدا التي تتواجد فيها تيارات مؤيده لها فكرياً وعقائدياً.

ولفتت العديد من التقارير الى ان هناك جزئية تؤكد النوايا التركية تجاه لبنان حيث أعلنت القوى الأمنية في الجمهورية العربية اللبنانية عن إلقاء القبض على مجموعات مرتبطة بالأمن التركي، إذ تعمل تلك المجموعات على إشعال الفتنة في بيروت وفي مدن الشمال من خلال تلقيها تمويلاً مباشراً من اجهزة الأمن والمخابرات التركية وبإشراف مباشر من "رجب طيب أردوغان" وهو ما يؤكد حالة التناغم المطرد بين الممارسات التركية والتصريحات والنوايا الإسرائيلية في لبنان، الأمر الذي ينبئ بأن قادم الأيام ستحبل بالكثير من المفاجأت والتطورات على شتى الأطر السياسية والأمنية والإقتصادية.

ليست هناك تعليقات