Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

مكامن الصراع "التركي - الروسي" في جنوب القوقاز.

مكامن الصراع "التركي - الروسي" في جنوب القوقاز. تقرير / محمد مرشد عقابي: أسفر تجدد الإشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا إلى نشوء قلق م...

مكامن الصراع "التركي - الروسي" في جنوب القوقاز.

تقرير / محمد مرشد عقابي:

أسفر تجدد الإشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا إلى نشوء قلق من أن تصبح منطقة جنوب القوقاز ساحة صراع جديدة بين الأطراف الدولية الفاعلة، ورغم أن أرمينيا لا تمتلك ميزان القوى فإن لديها ورقتين رابحتين بالنسبة لها وهما الموقف الفرنسي والروسي.

على غرار ذلك، تثار التكهنات حول الموقف الروسي والتركي من الأزمة المتصاعدة في جنوب القوقاز وهل سيقود التوتر لفتح جبهة جديدة بين "أنقرة وموسكو" هناك على غرار سوريا وشرق المتوسط وليبيا.

ووسط هذه الأجواء الساخنة جاء الموقف التركي داعماً ومؤيداً لشقيقه الأذري محملاً أرمينيا المسؤولية الكاملة عن احتلالها إقليم "قره باغ" رافضاً استمرار ما اسماه بالاحتلال، كما وضع كل الصناعات الدفاعية التركية بكل خبراتها وتقنياتها وقدراتها بما فيها الطائرات المسيرة وأنظمة الحرب الإلكترونية تحت تصرف أذربيجان بل ووصل به الأمر لإستقدام مليشيات المقاتلين الدواعش من سوريا وليبيا إلى أذربيجان بحسب تقارير إعلامية سابقة.

ووفقاً لتصريحات مسؤول كبير في أرمينيا فإن اللاعب الرئيسي في هذه الأزمة ليس أذربيجان بل "تركيا" لإنها تسعى وراء مصالحها الجيوسياسية، أي أن الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا ترتبط بشكل مباشر بالمصالح القومية "التركية" كما كانت في الماضي وبالتالي فإنها ستعتمد في مدتها على كيفية استمرار الأعمال العدائية وعلى مستوى رد فعل المجتمع الدولي.

ويرى العديد من الخبراء والمحللين السياسيين بان خطر الحرب في جنوب القوقاز سيصبح بمشاركة اللاعبين الدوليين وليس فقط طرفا الأزمة على غرار السيناريو السوري والليبي، ولكل من أولئك اللاعبين مصالحه الخاصة وفي المقدمة المصلحة "التركية" والتي لا تترك فرصة إلا وتنتهزها في محاولة لكسب الأوراق من جهة وفرض نفسها كلاعب إقليمي فاعل من جهة ثانية ومحاولة استعادة أمجاد سلطنتها الغابرة من جهة ثالثة.

وتفضل روسيا دعوة أطراف النزاع إلى التهدئة والعودة إلى المفاوضات بل وعرضت أن تكون القرم مكاناً لإقامة محادثات السلام ومكاناً لاي تسوية سياسية بين الطرفين، وبالتالي فإنها لم تدعم طرفاً ضد الآخر كما الموقف "التركي" بالرغم من الأقاويل حول السياسة الروسية التي تختلق أي ذريعة من أجل العودة من جديد إلى تلك المنطقة.

وتشير الكثير من الوقائع بان روسيا تقوم بعكس ما يقال، فاستراتيجيتها الرئيسية حالياً ترتكز على المسار الدبلوماسي في العلاقات الدولية ونبذ الخلافات الجانبية والتأكيد على سيادة الدول وسيادة القانون الدولي لما يعود إليها من فوائد هذا من جهة ومن جهة أخرى تدرك روسيا جيداً أن ما عليها القيام به اليوم هو ضبط النفس وعدم إثارة النعرات في حدودها الجنوبية والشرقية وترتيب الأوراق التي تمتلكها في المجتمع الدولي لإن ما يحاك ضدها قد تبلورت معالمه في "بيلاروس وأرمينيا وأذربيجان وجورجيا وبولونيا وشرق المتوسط" بل وحتى في أوروبا مع تصعيد قضية تسمم "نافالني".

وتؤكد الوقائع والأحداث بان المحرك الرئيس للأزمات هو الجانب الأميركي وذراعه حلف الناتو ليكون الهدف إلهاء روسيا بحدودها ريثما تتبلور نتائج الإنتخابات الأميركية والتأكد من عدم استحصال روسيا على نقاط قوة مضافة سواء أكانت نقاط قوة اقتصادية أو عسكرية أو سياسية.

من جهته لم تفوت "تركيا" الفرصة ولم تتخل عن مراوحتها بين الغرب والشرق طالما أنها تحقق أرباحاً في سجلاتها السياسية وإن لم تجنها فلن تخسرها في النهاية بحسب الكثير من المحللين، وهذا المكنون في العقلية التركية حين تكسب بعض الضغوط على روسيا لاستحصال نقاط قوة وبعض المكاسب وكذلك على الغرب وهو ما برع فيه الرئيس التركي "أردوغان" المشهور بخداعه ومراوغاته منذ سنوات مضت، بالإضافة إلى ذلك العلم المسبق لكل من "أرمينيا وأذربيجان" بأن أي حرب بغض النظر عن القوقاز ليست لصالح تركيا أو لصالح المصالح الوطنية للاعب الآخر روسيا، فروسيا ليست الحليف والشريك الإساسي الفاعل لأرمينيا فحسب بل هي أيضاً الضامن لوجودها كدولة، وإذا رفعت موسكو الدعم عنها فذلك يعني زوالها في ظل ترصد الأعداء وواقع اقتصادي متدهور ونشاط غير مؤثر سياسياً وبيئة غير مستقرة وهجرة الشباب منها، فأرمينيا بلد فقير ليست لديه موارد ولا إنتاج وهي في وضع يعتمد اعتماداً كبيراً على "روسيا" اقتصادياً وعسكرياً وثقافياً ويتم التعامل معها كأنها ولاية روسية، أما بشأن المخرج لحل الأزمة على أرمينيا وأذربيجان أن تضعا تدريجياً خريطة طريق جديدة بينهما وبدعم إقليمي من تركيا ودعم دولي من روسيا خاصة أن روسيا تتطلع لأن تكون وسيطاً في هذه الأزمة لكن محاولتها أن تكون طرفاً فاعلاً وحدها سيشكل خطراً في المعادلة الإقليمية.

ويلفت الكثير من المهتمين النظر الى انه وفي حال استمر التصعيد فإنه يمكن لأرمينيا دعوة موسكو للمساعدة وفقاً لإتفاق منظمة معاهدة الأمن الجماعي بينها وبين روسيا، إنما تحرص روسيا على أن تقول في كل منعطف إنها ليست طرفاً في الإشتباكات التي اندلعت بل الإعلان عن إمكانية القيام بوساطة بين البلدين وهو ما فعلته مؤخراً، كما تدرك روسيا جيداً أنها بحاجة لعلاقات وثيقة مع الجانبين الأذري والأرميني، في وقت تحاول الولايات المتحدة الأميركية محاصرتها في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجورجيا، لذلك فإن من غير الممكن لإدارة "موسكو" الإنحياز بشكل كامل للتصرفات الأرمينية لأنها بحاجة لتكوين علاقات جيدة مع أذربيجان.

ليست هناك تعليقات