Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

تداولية الخطاب السياسي في الجنوب. قراءاة في خطاب الرئيس الزبيدي

تداولية الخطاب السياسي في الجنوب. قراءاة في خطاب الرئيس الزبيدي .................. جاء خطاب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في مقام تتشابك فيه ...

تداولية الخطاب السياسي في الجنوب.
قراءاة في خطاب الرئيس الزبيدي
..................
جاء خطاب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في مقام تتشابك فيه المواقف والأحداث، نتيجتها معاناة شعب استمرت طويلا في ظل حكومة فاسدة همها الانتصار على الخصوم مقابل أتعاب شعب الجنوب ومعاناته الطويلة والتي تولدت أيضاً بفعل فساد هذه الحكومة بصورة علنية بعيدا عن الضمير وبمعزل عن الأخلاق متجردة عن كل القيم الدينية والدنيوية، حكومة تمثل هم أصحابها في جمع المال وتقليص فرص الإصلاح والإعمار، وأمام هذه المعاملات التي حولت حياة جماهير شعبنا الجنوبي إلى جحيم، إذ عملت عمدا على تعطيل الخدمات وتأخير الرواتب ودعم قوى تخريب مصالح الناس، وأمام كل هذه الأعمال القذرة ظل شعب الجنوب صابرا والصبر قيمة إيجابية لكن إذ زادت وطالت كما هو الحال في الجنوب فإنها قد تحولت إلى قيمة سلبية ذمها أحسن من مدحها، لأنها تعبر عن حالة من الخضوع والتبعية وهما صفتان لاينسجمان مع شعب ثوري متحرر كشعب الجنوب.
  نعم قيمة الصبر هي مصدر استفاد منه العابثون بحياة شعب الجنوب والمتسلقين على أوجاعة، لكن الأمر اختلف اليوم بعد تفويض عدن التاريخي الذي أملنا به كبيرا ومازال، وهنا نحيي بالمناسبة خطاب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي عبر بصورة واضحة عن حجم المعاناة التي ألحقت بشعب الجنوب بسبب فساد الحكومة واستمرار الحرب وأشاد الخطاب بصبر شعب الجنوب في مقام الحرب، وبين انتصاراته الكثيرة التي تحققت، وأن تلك الانتصارات هي السبب الذي زاد من صلف وتعنت  قوى نظام صنعاء القديمة المتجددة وهنا ربط الخطاب بين معاناة شعب الجنوب في مقام الاحتلال للجنوب قديما وبصورة مباشرة قبل حرب 2015م وحاليا بعد عاصفة الحزم في أثناء الحرب، فبدلا من اتجاه قوى نظام صنعاء القديمة المتجددة نحو تحرير الشمال الذي بدت منه عاجزة فها هي في الواقع تتجه جنوبا تشتري الذمم لتمزيق النسيج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي في عدن والجنوب عامة، لكن ذلك في البعد الوطني الجنوبي لم يوقف خط تحرير الجنوب وإنما يعملون على تقديم موعد إنهاء احتلالهم بكافة أشكاله، وهذه رؤيا تداولية وبعد وطني ثابت دأب على تكراره الخطاب السياسي الجنوبي بكل تشكيلاته أسلوبا ودلالة وأبعادا ومقاصد. وقد تطرق الخطاب إلى جملة من المواقف والأبعاد منها=
1- تطرق الخطاب السياسي للرئيس القائد عيدروس الزبيدي إلى جملة من الإنجازات التي تحققت وأنجزت بفعل المقاومة الجنوبية وتضحيات أبناء الجنوب في زمن وجيز، وهنا إشارة ورسالة يريد الزبيدي توجيهها لطرفي التلقي للخطاب.. الطرف الأول هم رفاق المسير والمصير يطمئنهم ويقنعهم بقيمة المنجز وأهمية الحفاظ عليه، وتوجيه رسالة للطرف الخصم المتربص بشعب الجنوب مفادها أننا قد أنجزنا انتصارا على قوى الشر الشمالية ومن معهم في زمن كنا لم نملك العدة والعتاد، ولكننا امتلكنا الإرادة القوية وامتلكنا قضية عادلة لن نفرط بها أبدا اليوم مهما سعت قواتكم وأحكمت مؤامراتكم فإن شعب الجنوب حتما سيفشلها اليوم وغدا كيف لا وقد أصبح لنا جيشا وطنيا يتصدى صلف الحوثي على حدود الجنوب في الوقت الذي أنتم أمامه أذلة مهزومين، لأنه ليس لكم هدف تقاتلون من أجله، بل تميزتم في الخيانة والأنسحاب والتفريط بالوطن مقابل الحفاظ على مصالحكم الشخصية.
  2-  تطرق الخطاب بصورة تراتبية لحرب الخدمات التي تشنها قوى الفساد الساعية لتحطيم معنويات الجنوبيين وكسر إرادتهم ودفعهم للتراجع عن مشروعهم الوطني، وأمام هذه المقدمة يسوق الخطاب موقف الانتقالي الجنوبي بأنه لم يقف متفرجا كما تروج له قوى الشر، بل جعل ملف الخدمات أولوية وأولاه أهمية إذ دخل الانتقالي حكومة المناصفة خدمة الشعب لتحقيق وإنجاز بعض الخدمات الملحة التي باتت تؤرق حياة شعب الجنوب ومنها خدمة الماء والكهرباء وقد بين الخطاب السياسي للرئيس الزبيدي أن ملف الخدمات أولوية من أولويات الانتقالي التي اتفق عليها في حكومة المناصفة على أن يكون ذلك بعد عودة الحكومة.
3-.   تتطرق الخطاب إلى مجموعة من الحجج العقلية التي تؤكد على صدق رؤيا الانتقالي التي لاتقبل الدحض أبرزها كما أوضح الخطاب هي.. تشغيل محطة بترومسيلة ومحطة الحسوة2 قبل شهر مارس، وهذا يؤكد بجلاء اهتمام الانتقالي بنصالح شعب الجنوب، وهنا أنتج الخطاب حجتين تداوليتين أقام الأولى على الحكومة وتنكَرها لاتفاق الرياض وخاصة في الجانب الخدمي والثانية حجة له يسوقها لإقناع شعب الجنوب بأنه مهتم بالفعل لقضاياه ومصالحه وخدماته وهي حجة يقدمها في زمن مخصوص ولمتلق يحرص في كل خطاباته العقيمة على التقليل من دور الانتقالي ولكن الحجة الأقوى تمثلت فيما سيكون من إجراء عملي يقوم به الانتقالي في قابل الأيام وهنا ينجز الخطاب فعلا مقابلا يوازي فعل فساد الحكومة تمثل في فعل القول الخطابي.. سيكون لدينا مجموعة من الخيارات والإجراءات الإدارية اللازمة لمعالجة أوضاع الخدمات بما في ذلك إعادة النظر كليا في مصادر الطاقة، وفي هذا بعد إقناعي للمتلقي للتأثير عليه وإقناعة بالعدول عن موقف تشكل لديه عن المجلس الانتقالي بفعل توالي أقوال تناولها الخصوم عملت كفعل موجه لتشويه جهد الانتقالي وما يقدمه لشعب الجنوب، وفي ذلك يتجلى بعد توجيهي للمتلقي بعدم الانجرار لأكاذيب المرجفين والخصوم في زمن الدعوة إلى مسيرات قد تكون مساراتها منحرفة مع التأكيد على حق شعب الجنوب في التظاهر السلمي المعبر عن مطالبه وحقوقة، وهنا يأتي بعد تداولي للخطاب السياسي للرئيس غايته إقناع المتلقي الجنوبي أن الانتقالي على استعداد كامل لتصدر صفوف الدفاع عن حقه وحمايته من كافة المؤامرات والممارسات غير المشروعة التي تستهدف حياة شعب الجنوب وكرامته، ولايخلو الخطاب من بعد تحذيري للمتلقي وهو بعد توجيهي أيضاً تضمن الدعوة بالتظاهر السلمي ومنع أي عمليات من شأنها التخريب وتهديد السلم الاجتماعي، وهذه حجة متقدمة قبل مظاهرات الجمعة بأن من سار في متاهات الفوضى والتخريب سينال جزاءه ولن يحصل التسامح مع من يتلاعب بمشاعر الجماهير والتغرير بها لمصالح وأجندات تخدم الفاسدين والخصوم لتكون حاجزا أمام مشروع التحرير والاستقلال.
  4-  أكد الخطاب على أهمية القرارات الأممية وعلى رأسها قراري مجلس الأمن 924 و 931 لعام 1994م وهنا يعلن الخطاب أن الانتقالي أكثر تمسكا بالتحرير والاستقلال وأن الوحدة بالقوة مرفوضة وهنا يقدم الخطاب للمتلقي بشقيه المحب والخصم للجنوب بأننا نملك قرارات دولية سابقة صدرت إبان حرب الاحتلال للجنوب بعد فشل الوحدة إضافة إلى شرعنة الانتقالي والقضية الجنوبية إقليميا ودوليا.
  5-   تناول الخطاب صورة من صور تلاعب الحكومة والتي تعد مخالفة لاتفاق الرياض ومنها فتح مقرات للوزارات خارج العاصمة عدن 
 6-  يلوح الخطاب باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن الشعب الجنوبي بوصفه منجزا مقدسا لايمكن التنازل عنه.
 7-  أفصح الخطاب عن وضع متأزم قد تكون نتيجته الحرب التي تبدو بالنسبة للجنوبيين الأحرار أشبه بصلاة العصر فليس لها سنة ولا وتر، تجلى ذلك في توجيه الدعوة لأبطال القوات المسلحة الجنوبية  بعد توجيه التحية لمواقفهم الوطنية وتضحياتهم الباسلة، وهنا جاء الخطاب في بعده التداولي التوجيهي إلى دعوة الجيش الجنوبي برفع درجة الاستعداد ورفع درجة اليقضة والحذر، ولم يكتف الخطاب بذلك، بل حرص على اختيار ألفاظ تؤكد حساسية الموقف الذي تطلب أن تكون الجاهزة كاملة للتصدي لأية أعمال إرهابية تستهدف أمن واستقرار الجنوب.
  وهنا تتجلى الرؤيا التداولية للخطاب السياسي الجنوبي المليء بالمقاصد والأبعاد الظاهرة والمضمرة، القريبة والبعيدة في مقام مشحون بالتأمر ممتلئ بالفساد، فهو خطاب توجيهي تحذيري للخصم والمحب غايته الإنجاز بالقول والفعل معا.
وفق الله الجميع لما فيه خدمة الجنوب.
د. صالح الوجيه

أستاذ التداولي وتحليل الخطاب

ليست هناك تعليقات