Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

إب.. محافظة "الرعب والقتل اليومي" ومبادرات الأهالي الحسنة اليتيمة

 إب.. محافظة "الرعب والقتل اليومي" ومبادرات الأهالي الحسنة اليتيمة الغد الجنوبي - متابعات . لم يكن في خيال "محمد البعداني&quo...

 إب.. محافظة "الرعب والقتل اليومي" ومبادرات الأهالي الحسنة اليتيمة


الغد الجنوبي - متابعات .




لم يكن في خيال "محمد البعداني" (35 عاماً) الشاب اليمني المغترب في الولايات المتحدة، أن يصطدم بمدينته التي غادرها مطلع العام 2015، أن تتحول إلى خراب في البنية التحتية وخاصة الطرقات والتي أصبحت مدمرة في وسط المدينة، التي تدخل مليارات من الإيرادات سنوياً.


يستغرب "البعداني" الذي تحدث لـ"الصحوة نت"، من حالة الإهمال المتعمد للمحافظة من قبل سلطات الأمر الواقع الحوثية، وقال: "الميلشيات تتعمد نهب مقدرات المحافظة ووجدت مشاريع المنظمات الخاصة بالطُرق كلها بمحافظة ذمار، بينما معقول ان تحرم المحافظة من ترميم حتى الشارع الرئيسي في الدائري الذي يعد طريق رئيسي يربط عدد من المحافظات".


وعاد "محمد" لزيارة عائلته في منتصف العام الماضي 2022، بالتزامن مع استمرار الهدنة في اليمن، وقال: "كنا نعتقد ان الاعلام يضخم سوء الوضع بإب لكن الحقيقة أسوأ بكثير، والحوثيين يتخذون من المحافظة مشروع للنهب فقط، حتى المحافظ المعين من قبلهم يتعرض للتهميش وحالة عدم الثقة".


وتدخل محافظة إب (وسط اليمن) عامها التاسع على التوالي تحت سطوة الميلشيات الحوثي التي تمارس الجريمة ضد المواطنين باستمرار وصنعت حالة من العبث الأمني في المدنية التي تعد من ضمن أكثر المحافظات اليمنية في عدد السكان.


في هذا التقرير يرصد موقع "الصحوة نت"، صورة محافظة في العام 2022، وبشكل عام إلى جانب انهيار الخدمات في المحافظة، حولت مليشيا الحوثي حياة المواطنين إلى رعب وخوف بهمجية الجرائم التي ترتكبها والتي استهدفت كثير من مديريات المحافظة.


وتبرز انتهاكات وجرائم ميلشيات الحوثي كحالة عامة مستمرة في عموم مناطق سيطرتها، لكن مدينة إب لها حالة خاصة في استخدام الميلشيات إيراداتها بشكل كلي لصالح حروبها، في الوقت الذي لا تقدم أي خدمة تذكر، ليس ذلك فحسب بل تمنع أي برامج اغاثية للمنظمات من المشاريع في المحافظة.


وفي صورة أخرى خارج سلطة الميلشيات الحوثية، يقدم المغتربون خارج البلاد من محافظة إب نموذجاً اجتماعيا بارزاً في مساعدة الكثير المواطنين، وتبني مبادرات ومشاريع محلية في قراهم ومناطقهم تسهم في التنمية المجتمعية، رغم محاولات الميلشيات عرقلتهم لكنهم يواصلون نشاطهم رغماً عن ذلك لخدمة اهاليهم.


انتهاكات الحوثيين


عند الحديث عن محافظة إب في العام 2022 وسطوة الميلشيات الحوثية لا يمكن الا أن تكون الانتهاكات هي الواجهة لها ولا شيء غير ذلك، حيث تمكنت منظمة "رصد" المحلية، من توثيق ورصد عددا من جرائم مليشيا الحوثي بحق المواطنين، رغم عمليات التضيق والإرهاب التي يتعرض لها الضحايا جراء إبلاغ الراصدين لتلك الجرائم


ووفق تقرير المنظمة "فقد بلغ عدد الانتهاكات التي طالت المواطنين بمختلف مديريات محافظة إب 6296 جريمة وانتهاك، شهدتها المحافظة خلال 2022، وتوزعت بين القتل والإصابة والاختطافات والجبايات والتعذيب والسطو والاعتداءات والنهب والقمع والتنكيل والسرقات واقتحام المدارس وجرائم أخرى".


وقالت المنظمة "انها رصدت 551 جريمة قتل وإصابة في جميع مديريات المحافظة، بينم 241 شخصا وإصابة 310، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن، بالتزامن مع حالة فوضى أمنية تشهدها المحافظة زادت فيه معدلات الجريمة وأعمال القتل والنهب والسطو على ممتلكات المواطنين".


وبرزت خلال العالم الماضي نزاعات مسلحة بين عناصر وفصائل حوثية أدوت بحياة مدنيين، وأبرزها نزاعات أراضي وعقارات المحافظة، وأخذت حالات كثيرة شكل الفوضى الأمنية والحوادث التي تسجل ضد مجهول بسبب السلاح الحوثي الذي انتشر بالمدينة.


اختطاف وابتزاز لجباية الأموال


وكشفت التقرير عن اختطاف مليشيات الحوثي 1216 شخصا، طالت عدد من فئات المجتمع من بينهم أطفال، مشيرا إلى تعرض المئات من المختطفين لعمليات تعذيب نفسية وجسدية مروعة، على إثرها تم رصد وفاة 6 حالات لمختطفين، وأفاد التقرير: "أن تجارة مليشيا الحوثي بمعاناة المختطفين ورفضها الإفراج عن أي مختطف إلا بمقابل مادي ساهم في رفع وتيرة الإختطافات".


رصدت المنظمة، 85 جريمة اقتحام ومداهمات للمؤسسات والمرافق الحكومية والمؤسسات الخاصة والمنازل، إضافة إلى 22 جريمة نهب نفذتها المليشيات، وعشرات الممتلكات الخاصة والمنازل بواقع 34 حالة خلال العام 2022، بينها مستشفيات وجامعات ومؤسسات أهلية وخاصة ومنازل مواطنين. كما تم رصد 9 حالات سطو مسلح على أراضي مواطنين تقدر بمئات الملايين.


واقتحمت الميلشيات 15 مسجدا، في مختلف مديريات المحافظة، وإغلاق سبع مدارس للقرآن خلال العام الماضي، وخلال السنوات الماضية أغلقت الميلشيات الكثير من المدارس بشكل نهائي خلال السنوات الماضية.


وتفرض مليشيا الحوثي الجبايات والإتاوات على التجار والوجهاء والشخصيات الاجتماعية وصولا للمواطنين طوال العام الماضي، تحت مسميات عدة، وبوسائل التهديد التي طالت مئات التجار، الأمر الذي أجبرهم لدفع مبالغ كبيرة للمليشيا.


وتغذي ميلشيات الحوثي حالة العنف الاسري في محافظة إب التي لم يسبق للمحافظة أن شهدت انتشار للجرائم الجنائية، ووفقا لتقارير حقوقية "فإن ثقافة العنف التي تبثها الميلشيات والإفلات من العقاب شجع على تفشي وزيادة ظاهرة العنف الأسري".


رفض واسع للميلشيات


الرفض المجتمعي في أوساط المواطنين بمختلف مديريات المحافظة، لم يتوقف بالرغم من آلة القمع الوحشية والترهيب الذي تمارسه المليشيا بحق المواطنين الذين يعبرون عن رفضهم للانتهاكات والجرائم الحوثية بين الفينة والأخرى بمختلف مديريات المحافظة.


في أواخر نوفمبر ومطلع ديسمبر الماضيين، شهدت مدينة يريم احتجاجات محلية واسعة تنديدا بجريمة قتل مليشيا الحوثي للشاب "أحمد واصل" والذي لقي حتفه برصاص المليشيا في 29 نوفمبر 2022، برصاص مليشيا الحوثي في السوق المركزي بمدينة يريم، بعد رفضه دفع جبايات مالية للمليشيا.


عقب جريمة قتل الشاب "واصل" شهدت مدينة يريم تظاهرات حاشدة، ردد فيها المتظاهرون هتافات تطالب برحيل المليشيا ومحاسبة الجناة الذين قتلوا الشاب "واصل" بدم بارد، وحاول الأهالي حينها نصب خيام للاعتصام أمام مقر إدارة امن المديرية حيث يتواجد عناصر المليشيا لكن تم تفرقتهم بقوة السلاح وخطفت العشرات منهم.


وشهدت مدينة إب (مركز المحافظة) تظاهرات ووقفات احتجاجية عدة رفضا لعمليات النهب التي تمارسها قيادات المليشيا بحق أراضي وممتلكات المواطنين، وتظاهرات أخرى رفضا لنهب أراضي الأوقاف، كما نفذ العشرات من التجار الذين استأجروا من أوقاف المحافظة، بتنفيذ إضراب مفتوح استمر لأيام رفضا لقرارات حوثية يتم فرضها عليهم تحت سطوة القوة والتهديد.


مبادرات مجتمعية


المبادرات المجتمعية، واحدة من السمات التي اتصف بها المجتمع المحلي بمحافظة إب خلال العام الماضي، والتي كانت محط إعجاب وفخر لأبناء المحافظة، حيث كانت تلك المبادرات في عدد من المجالات أبرزها كانت في الطرقات والمساعدات للمحتاجين بالتزامن مع انهيار الأوضاع المعيشية للمواطنين بسبب الحرب التي جلبها الحوثيين وما خلفته من مأساة.


كانت مبادرة إصلاح ورصف الطرقات الأكثر انتشار في مختلف مديريات المحافظة، في محاولة إنعاش التنمية المحلية كخيار مجتمعي للبقاء، في ظل سلطة الميليشيات التي لا خطط لديها لخدمة المواطنين باعتبارها سلطة جباية وطارئة ستذهب بنفس الطريقة التي وجدت في المحافظة.


المبادرات المجتمعية في مجال الطرقات اعتمدت كليا على المجتمع المحلي، سواء كانوا داخل أو خارج الوطن، وكان للمغتربين في السعودية أو أمريكا أو بقية بلدان العالم، النصيب الأكبر من تحمل تكاليف تلك المبادرات التي أوصلت الطرقات لمناطق عدة وأصلحت الكثير من الطرق الوعرة خصوصا في مناطق ريف المحافظة.


ففي مديرية الشعر يعمل الموطنين، إصلاح طريق بطول إثنين كيلو متر وبعرض أربعة أمتار في منطقة "ممسى الملحكي" بمبادرة مجتمعية، سيتم تجهيزها بالأسمنت ورص بالحجار، ويعد مشروع طريق بيت الصيادي الرضائي بذات المديرية من ضمن أكبر المشاريع في ذات المديرية بتكلفة بلغت مليون و800 ألف دولار، وتم زلفته عدد من الطرق بطول 9 كيلو، فيما بلغ طول الطريق الرئيس نحو 3 كيلو.


ووفق دراسة بحثية نشرت في العام 2019 "فإن 56 قرية من قرى مديرية بعدان أطلقت 44 مبادرة مجتمعية لشق الطرق منها 32 مبادرة تم تنفيذها بشكل نهائي، فقد شكّلت اسهامات المغتربين 90%، وخلال السنوات الماضية ارتفعت في عدد المبادرات المجتمعية الطوعية داخل المجتمع الريفي وبشكل خاص في منطقة المرتفعات الجبلية".


ورأت الدراسة التي حملت عنوان "قرى ديناميكية"، "رغم الحاجة إلى شق الطرق للقرى هي الدافع الأساسي وراء تنفيذ العدد الكبير من المبادرات الخاصة، إلا أن هناك دافعاً آخر تمثل بعملية حالة التقليد والتنافس بين القرى المجاورة للمبادرة وتحشيد الناس للدعم وخاصة المغتربين".



ليست هناك تعليقات