Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

اليمن ومتمردو الخلافة الإسلامية

 اليمن ومتمردو الخلافة الإسلامية     محمد العلائي / الغد الجنوبي  وقوع اليمن على مسافة نائية عن مراكز الخلافة الإسلامية، كانت هي الميزة الوح...

 اليمن ومتمردو الخلافة الإسلامية

 

 

محمد العلائي / الغد الجنوبي 



وقوع اليمن على مسافة نائية عن مراكز الخلافة الإسلامية، كانت هي الميزة الوحيدة تقريباً التي جعلت منه بيئة صالحة لإيواء ثوار ومتمردين وطامحين. 


إلا أن هذه البيئة، بسبب بُعدها ووعورة تضاريسها وقلة عوائدها، لم تكن تكفل نجاح من تؤويه من الثوار والطامحين.


ذلك النوع من النجاحات التي كان يحصل عليها محظوظون آخرون انطلقوا من بقاع مختلفة وافرة بالمزايا والخيرات.


يقال إن الحسين بن علي أهمل نصيحة من ابن عباس بالمُضي إلى اليمن كي يتحصن في شِعب من شعابها ويعمل منها على التنظيم والاتصال بشيعته وأنصاره وقيادتهم لتقويض حكم يزيد بن معاوية في دمشق.


من المؤكد أنهم حدثوه عن مزايا اليمن، عن جبالها وبعدها عن أيدي بني أمية، وأغروه بأن لأبيه فيها شيعة، لكنه لم يلتفت لكل هذا وآثر الذهاب إلى العراق مع ما في ذلك من مخاطرة، إلا أنها كانت مخاطرة محمولة على الأمل بالنجاح. 


وقيل إن الداعي الإسماعيلي الفاطمي العبيدي في شمال إفريقيا كان قد أضمر النية بالمجيء إلى اليمن، وكان قد سبقه إليها دعاة يمهدون له القواعد.


غير أنه في النهاية لم يفعل، واتجه بتنظيمه إلى مصر، حيث أسس الفاطميون من هناك إمبراطورية عملاقة موازية للخلافة العباسة في بغداد.


في القرن العاشر الميلادي، استجاب الإمام الهادي لإغراء المجيء إلى اليمن.


كانت تحدوه آمال عريضة بتأسيس نواة حكم مستقرة يتخذها منصة للعمل على إسقاط الخلافة العباسية في بغداد والحلول محلها.  سرعان ما اصطدم بواقع شديد القتامة.


فإلى جانب قلة الموارد، أخفق الهادي في جعل اليمنيين عامةً جنوداً مشايعين متراصين قلباً واحداً تحت راية "ابن رسول الله" على نحو مشابه لما كان عليه الخراسانيون مع دعوة "آل البيت" التي حمل رايتها بنو العباس ضد بني أمية.


في غضون سنوات قليلة، كشفت تجربة الهادي المريرة محدودية ما يمكن بلوغه بدعوة مثل دعوته ومن بلد مثل اليمن الذي يميل فيه الناس، نتيجةً للندرة وقسوة الحياة، إلى الأخد بأسباب النزاع والتحرر والخروج على الأنظمة ومخالفة السلطات.


ربما قيل له إن اليمنيين "شيعة"، فتبيَّن له أنهم شِيَع كثيرة لأشياء لا حصر لها، وأن لأفئدتهم في ما تهواه مذاهب تحكمها غالباً اعتبارات الوجود اليومية التي لا تُقهَر.


*من صفحة الكاتب على الفيسبوك


ليست هناك تعليقات