Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

ثورة 26 سبتمبر..ماذا بقي منها؟!

 الغد الجنوبي  كتب|| علي خالد منذ قيام المملكة المتوكلية الهاشمية في سنة 1918 بقيادة الامام يحيى بن حميد الدين، كانت سياسة الدولة التي يقوده...

 الغد الجنوبي 

كتب|| علي خالد



منذ قيام المملكة المتوكلية الهاشمية في سنة 1918 بقيادة الامام يحيى بن حميد الدين، كانت سياسة الدولة التي يقودها منعزلة عن العالم حتى أنه منع السفارات والبعثات الدبلوماسية من دخول البلاد خوفاً من سقوط مملكته في مستنقع الدول الكبرى المتناحرة في الحرب العالمية الأولى.


ظل الامام يحيى بعيداً كل البعد عن القوميات والتيارات والثورات التي كانت تجتاح المنطقه العربية في ذلك الوقت، ومما ساعد الامام يحيى في سياسته المتبعه أن السواد الأعظم من المواطنين في الشطر الشمالي من المزارعين، والذين لا ناقة لهم ولا فرس في أمور السياسه والدوله.


نظام الدولة في شطر اليمن الشمالي منذ تأسيسه كان محصوراً على القبيله فقط، وتفردت القبائل ذات المذهب الزيدي بالحكم المطلق عن بقية المذاهب الأخرى المتواجده كالشافعية والاسماعيلية وحتى وجود بعض الطائفة اليهودية والتي كانت تعتبر من ضمن الذميين.

بالرغم من ذلك ظلت القبائل الزيدية منقسمه فيما بينها حول من يحكم البلاد، ونتيجة لنية الامام يحيى توريث ابنه "أحمد" ظهرت حركات معارضة لأسلوب المملكة بقيادة عبدالله الوزير الذي كان من اشد معارضي نظام التوريث وانتخب بعدها اماماً دستورياً ليقود ثورة الدستور عام 1948 قتل الامام يحيى على اثرها.


لم تتوقف الانقلابات التي كانت تعصف بالمملكه المتوكلية في الشمال، ففي نهاية مارس من العام 1955 قاد المقدم أحمد يحيى الثلايا انقلاباً بقيادة فرقة صغيرة من الجنود حاصرت قصر الامام في تعز، وتمكنوا من القبض عليه، ولكن سرعان ما انتهى هذا الانقلاب بفعل أموال الامام الذي اغرا بها جنود الثلايا، بالإضافة الى قيام سيدات الاسرة المالكة بتلك الفعلة الشهيرة بقص شعورهن ووضعها في أظرف وإرسالها إلى القبائل طالبين نجدتهم بكتابة (ياغارة الله بنات النبي)، وهو ما اثار حفيظة القبائل التي هجمت على تعز واسقطت الثلايا وجنوده.


سلسلة الانقلابات لم تتوقف وفي العام 1962 قامت حرب أهلية مستعرة بين الموالين للمملكة المتوكلية والموالين للجمهورية، حيث قام المشير عبدالله السلال بانقلابه على الامام محمد البدر حميد الدين، واستمرت الحرب لثمان سنوات سيطرت فيها القوات الجمهورية على الحكم واعلنت قيام الجمهورية العربية اليمنية، هرب على اثرها الامام إلى السعودية وبدأ ثورته المضاده.


حتى مع نجاح ثورة ال 26 من سبتمبر والاطاحة بالحكم الامامي المتوكلي وجعله جمهورياً ديمقوراطياً لم تخرج بطانة الحكم وسدته من الأيادي الزيديه، وظل احتكار وسيطرة نظام القبيلة سائداً ولكن مع اختلاف النخب الحاكمه  من النخبه الدينية إلى النخبه السياسية والعسكرية الزيدية، وظل النظام الجمهوري على مدى 60 عاماً يقف على عتبات الانهيار وعدم الاستقرار حتى بعد توحيد الشطر الشمالي بالشطر الجنوبي ومانتج عنه من حروب دموية أقامتها النخب الزيدية بكل توجهاتها وطوائفها ضد الجنوب بإسم الوحدة والجمهورية.


اليوم بعد أن تغير المشهد كاملاً في اليمن وسيطرة الحوثيين على صنعاء منذ تسع سنوات أُعيد فيه شمال اليمن إلى نظامه البائد منذ اكثر  من 60 عام وبات من يصدح ويتغنى بمنجزات سبتمبر إما مشرداً أو منفياً، ليس له سوى الذكرى يتغنى بها، ولكن السؤال الذي يظل يتراود للأذهان..هل بقي من منجزات سبتمبر الخالدة والتي انتهت بفعل تصرفات نفس النخبه ونفس القبيله والطائفة التي ظلت تحكم لعقود مايدعوا للاحتفال؟!، أم هو مجرد تبادل أدوار لعودة الملكية ولكن هذه المره بنطاق اوسع حتى وان كان بإسم الجمهورية بغرض كسب الشارع ولكن مع تحييد كامل للفئه الجمهورية وانهائها للأبد؟!

ليست هناك تعليقات