الغد الجنوبي / جمال جابر عندما تدرك لماذا تقف في موقف معين في خندق اخوانك متمسكا بالمبادىء التي اقتنعت وآمنت بها ، فأنت بذلك تترك أي قن...
الغد الجنوبي / جمال جابر
عندما تدرك لماذا تقف في موقف معين في خندق اخوانك متمسكا بالمبادىء التي اقتنعت وآمنت بها ، فأنت بذلك تترك أي قناعات أخرى خلف ظهرك وتعتبرها ماضي منتهي ، خطأ كبير حين تجد البعض يتأثر بالمزاج المحيط به والقريب منه فيوما كان الجميع يرفع علم الجنوب فتجده أو تجدها ترفع علم الجنوب ويتغنى بأغانيه ، وتتغير بعض الظروف السياسية المحيطة بنا فيبدأ البعض يتأفف بفعل بعض السياسات اللعينة المفتعلة والممنهجة فتراهم يغيرون ماكانوا بالأمس يبتهجون به فيستبدلون علم الجنوب بعلم اليمن وبشعارات الثورة الجنوبية بشعارات الوحدة التي لم يكن موجود غير اسمها واليوم لاوجود لها إلا في إعلام ووهم الهاربين من منازلهم من صنعاء الملكية الجمهورية ، الأفعال السياسية الخاطئة التي اقترفها ومازال يقترفها بعض من يتصدرون للمشهد السياسي في الجنوب ميعت في عقول واذهان الكثيرين الأفعال المنافية لمبادىء وأسس الثورة الجنوبية فصاروا متساهلين بها ، فكيف يركب بالاذهان أن تنادي باسم الجنوب ثم ترفع علم النظام الذي يحارب الجنوب ويحتل جزءا كبيرا من أراضيه ، وليل نهار يحارب الجنوب تحت راية هذا العلم ، لا شك أن منظومتي الاحتلال الداخلي والخارجي قد استطاعت أن تغيب مفاهيم الثورة الجنوبية التي رسخت في أذهان الجماهير منذ حرب 1994 م وتجذرت في عام 2007 وتثبتت وتأصلت ونمت وأثمرت بأنهار من الدم في عام 2015 م ، لتاتي سياساتهم لتطغى بفعل مطابخ الزيف والزور والتطبيل والتمييع ، لاغرابة أن يصير الوصف عندنا للبعض في الليل وحدوي وفي النهار جنوبي ، كما هو منطبق في الشمال في الليل ملكي وفي النهار جمهوري ، لكنهم فعليا يأسسون لملكيتهم والهاربين منهم ينخرون في بلاط قصر معاشيق في أسس مبادىء ثورتنا الجنوبية ، التي حتى الاحتفاء بها غاب عن أذهان الكثيرين بفعل متعمد من عقول ماسجة ساذجة لاتفقه في فن السياسة سوى كلمة تكتيك التراجع والتنازل دون حتى أدنى تحقيق مكاسب حقيقية بقدر هذه التنازلات الكبيرة .
جمال جابر #
ليست هناك تعليقات