أحمد شوقي أحمد حرب "غزة" والتداعيات الإقليمية الرد الإسرائيلي على خطاب "نصر الله" كان ارتكاب المزيد من المجازر....
أحمد شوقي أحمد
حرب "غزة" والتداعيات الإقليمية
الرد الإسرائيلي على خطاب "نصر الله" كان ارتكاب المزيد من المجازر.
من جهة يخشى جناح من القيادة الإسرائيلية بزعامة نتنياهو دخول حزب الله في الحرب، ومن جهة أخرى، يرغب جناح آخر بقيادة وزير الدفاع الإسرائيلي "يوآف غلانت"، باستدراج حزب الله للدخول في المعركة.
وما يؤكد ذلك هي المجزرة التي ارتكبها الطيران الصهيوني بحق مستشفى الشفاء بعد خطاب نصر الله مباشرة، وهو ما يعني أن إسرائيل اطمأنت بأن حزب الله لن يتدخل، وتريد استفزازه أكثر للتدخل!
ولكن لماذا تريد إسرائيل، خصوصاً جناح "غالانت" من حزب الله وحلفائه الدخول في الحرب؟
الجواب:
1- لتصفية القضية الفلسطينية.
2- للقضاء على خصومها في المنطقة بما فيهم العرب وإيران.
وهذا لن يحدث إلا بإشراك أميركا والدول الغربية في هذا الصراع، ليقاتلوا معها، أو بصفة أخرى ليقاتلوا نيابةً عنها، وشرعنة تصفية القضية الفلسطينية باعتبارها من نتائج تلك المواجهة واسعة النطاق.
وهل هناك فرصة أفضل من هذه التي دفعت فيها أميركا بحاملات الطائرات الكبرى لديها إلى المنطقة، ومثلها فعلت بريطانيا وفرنسا دفاعاً عن إسرائيل.
هذا الإجماع الغربي لمساندة إسرائيل قد لا يتكرر مرةً أخرى وبالتالي هي تريد استثماره لأقصى قدر ممكن.
في المقابل إيران لن تواجه، لا المعسكر الغربي، ولا حتى إسرائيل منفردة، وباتت الانتهازية الإيرانية علامة مسجلة وشاهداً مشهوداً عنها في الشرق والغرب.
وهذا لا يعني أن إيران ليست جادة في عداوتها لإسرائيل، ولكن هذه الجدية تشترط تمكن إيران من الهيمنة على غرب آسيا وشمال إفريقيا وربما دول في القوقاز وإقامة الإمبراطورية الفارسية الإسلامية الكبرى والتي تتحالف مع الصين وروسيا، في هذه الحالة فقط يمكن لإيران أن تواجه إسرائيل بمقدرات البلاد العربية والمسلمة.. وهذا حلم بعيد المنال.
غير أن هذا لا ينفي احتمال توسع المواجهة بين حزب الله وإسرائيل في قادم الأيام، وربما أن حزب الله يريد هذه المواجهة كي لا يفقد مشروعيته وسبب وجوده باعتباره حركة مقاومة إسلامية هدفها البعيد تحرير فلسطين.
ولكي يحقق ذلك فإن حزب الله يريد تحقق أحد أمرين أو ربما كلاهما:
الأول: نزع الشرعية عن الحرب الإسرائيلية والمساندة الأميركية والغربية، من خلال المراهنة على اتساع المعارضة الدولية والشعبية لهذه الحرب وتكثيف الضغوط على الغرب لسحب دعمهم لإسرائيل، على الأقل الدعم العسكري المتمثل في قرارهم المشاركة في القتال مع إسرائيل ضد خصومها.
الثاني: استدراج إسرائيل لضرب الداخل اللبناني إلى الحد الذي يدفع الحاضنة الجماهيرية والأوساط السياسية والشعبية في لبنان إلى مطالبة حزب الله بالرد على إسرائيل.
وفي هذه الحالة، سيصبح لحزب الله شرعية وطنية وحاضنة لبنانية داعمة له لخوض الحرب، إضافةً إلى أنه سينزع عن إسرائيل وحلفائها شرعية المواجهة مع حزب الله، وسيجعل الدول الغربية متحرجة من التدخل في حال كانت إسرائيل البادئة بقصف لبنان.
ويجدر بالذكر هنا أن وزير الدفاع الإسرائيلي "يوآف غالانت" كان مصراً منذ بداية الحرب على القيام بضربة استباقية لمواقع حزب الله في لبنان منذ بداية الحرب، ولكن نتنياهو أوقفه بنصيحة من الأمريكيين، بل أن الأمر استدعى مجيء الرئيس الأميركي واجتماعه بالحكومة الإسرائيلية المصغرة لإلزامهم بعدم القيام بأي ضربات استباقية ضد لبنان وبالتالي اتساع رقعة الحرب لتصبح حرباً إقليمية بالضرورة.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك
ليست هناك تعليقات