الغد الجنوبي كتب/ صالح التركي: في أعماق مريس، أجد نفسي هائمًا، مستنيراً بمشاعر الألم محاصرًا في حالة هستيرية من الحزن، تتجلى الآلام في قلبي ...
الغد الجنوبي
كتب/ صالح التركي:
في أعماق مريس، أجد نفسي هائمًا، مستنيراً بمشاعر الألم محاصرًا في حالة هستيرية من الحزن، تتجلى الآلام في قلبي عند مشاهدة أحداثها وسماع الأخبار عنها.
فعلاً الحرب، بكل ما تحمله من بشاعة ودمار، تبدو غير كافية في قتل الأمل.
هنا في قرى مريس في وديانها، في جبالها، وحتى في النجوم السابحة في سماء مريس، تتجلى المأساة بكل قسوتها، وتتسرب الأحزان من كل زاوية، وتنبعث الاراوح المكسورة في كل منزل.
يُنهش الوريد الحيواني للحياة، وتقُطف الأماني والأحلام قبل أن تنمو.
إنها مأساة تضاف إلى مأساة.
مريس التي شهدت رعب الحرب، وتكبدت خسائرها الجسيمة من أرواح الأطفال والنساء، لا تزال تعانق العطش وتشتعل بنار الفتن الداخلية، بين أخٍ وأخيه وجارٍ لجاره.
أليست كارثة الحرب كافية؟
أليست الأرواح المرهقة والقلوب المنكسرة والأحلام المحطمة كفيلة بإشاعة الحزن في نفوسنا؟
هل يجب أن تنقلب الأقلام وتتحول الأسلحة من الأعداء الخارجيين إلى الأشقاء الداخليين؟
أليس من العار على الإنسانية أن تتجادل فئة السفهاء المسلحون بسبب قضايا تافهة فيتعاضم أمرهم ليذهب ضحية ذلك من لا ذنب له
لماذا يجب أن تستمر مسرحية الدمار والألم في مريس؟ لماذا يجب أن تتعطل الحياة وتختنق الورود في أرضها؟
ألم يحن الوقت لتستفيقي يا مريس وتتذكري ألمك الذي لا تزالي تعانينه؟
أيها المسلحون الكبار، الذين تعيشون أيامكم في بوتقة الجهل والعنف، لماذا لا تتحملون مسؤولية هذا الفوضى القاتمة؟
ولماذا لا تدفعون ثمنها أنتم بدلاً من الأطفال والأبرياء؟
هل لا تملون من تلك الأيام المطاولة التي تقضونها في سفهكم وغفلتكم عن حقوق الحياة؟ أليس من العار والخزي أن تستمر الحياة في سؤال أولئك الأطفال البريئة وليس في سؤالكم أنتم ؟
لماذا يكونون هم ضحايا هذه الصراعات والمشاكل القبلية؟ ولماذا يتعطل الحق في الحياة لديهم فيما يثبت حق السفهاء والمسلحون في الحياة .
كفا يا حملة السلاح
كفى يا مريس
لنعتبر
لنتجاوز الحدود والخلافات، لنبني جسور التفاهم،
قفوا يا وجهاء المنطقة؛ فهناك أشخاص يستحقون الحياة ويحبون السلام فاعملوا على إحلاله لهم، أو تنحوا جانباً.
#ابو_حياه_التركي
ليست هناك تعليقات