عُودُوا إلى رُشدكُم كفى تخلفًا

  الغد الجنوبي  قيس محمد الابحن لم يعرف الجنوبيون يوما ظاهرة دخيلة إلا بعد احتلال أرض الجنوب، من قبل الاحتلال اليمني، الذي أتى بعد وحدة منقو...

 

الغد الجنوبي 

قيس محمد الابحن

لم يعرف الجنوبيون يوما ظاهرة دخيلة إلا بعد احتلال أرض الجنوب، من قبل الاحتلال اليمني، الذي أتى بعد وحدة منقوضة كاذبة، عمدتها قوى الاحتلال بسفك دماء الجنوبيين. لقد عاش الجنوبيون بسلام دائما في دولة متساوية، ولم يعرفوا يوما ما، ظاهرة دخيلة سيئة بين أوساطهم فقد كانوا يحاربونها، إلا بعد احتلال الجنوب من قبل الاحتلال المتخلف الذي جلب معه تخلف شعبه ومظاهره الدخيلة التي أثرت بشكل كبير على الجنوبيين الذين للأسف لا يزال البعض منهم يعمل على نهجها إلى اليوم.

على مدى ثلاثين عاما احتلت قوى الاستبداد أرض الجنوب وأخضعت قيادته وشعبه لمعاناة لم يشهدها أي شعب آخر، إلا أن رغم كل ما تجرعه الجنوبيون لا زال البعض منهم غير مدركين ما يفعلونه بل ما زالوا يسلكون طريق التخلف، دون أن يفكروا أن ما يقومون به ضد وطنهم الذي ينتمون إليه، ويأكلون من خيراته تخلفا وعارا عليهم.

إنني أستغرب اليوم على بعض الشخصيات الجنوبية التي للأسف تكرس أقلامها بانتقاد المجلس الانتقالي الجنوبي المكون الوحيد الذي وضع الأسس الأولى للدولة الجنوبية، وتمكن خلال سنوات من نقل القضية الجنوبية العادلة إلى المحافل الدولية، محاور الجنوبيين بلغة "الجنوب لكل أبنائه".

لقد مرت سنوات نهض خلالها الجنوبيون وحاربوا ببسالة قوى الغزو الشمالي ليعيشوا بحرية وكرامة، ويستعيدون حقوقهم الكاملة ودولتهم السيادية. لكن مع ذلك لا يزال بعض الجنوبيين، يمارسون عداءهم، ضد وطنهم الذي احتضنهم، وقيادتهم الحكيمة التي تعمل بجدية وحكمة لبناء الدولة الجنوبية التي استشهد من أجلها آلاف الجنوبيين.

إن الجنوب اليوم أمام مرحلة تتطلب الوحدة والتعاون والعمل الواحد نحو استعادة الدولة. فكفى ما فعلتموه، اتركوا وراءكم أوهام تخلفكم، وعودوا إلى رشدكم كفى تخلفا.