مفاوضات مسقط والجنوب.

 الغد الجنوبي د. نوال مكيش  انطلقت في العاصمة العمانية "مسقط"، الأحد، مفاوضات جديدة لتبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوث...

 الغد الجنوبي

د. نوال مكيش 

انطلقت في العاصمة العمانية "مسقط"، الأحد، مفاوضات جديدة لتبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، تحت إشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بحثا عن تحقيق نتائج إيجابية لحلحلة هذا الملف الإنساني الهام.

وعلى الرغم من حالة التحفز والترقب المصبوغة بالكثير من الأمنيات في أن تثمر تلك المفاوضات في تحقيق نتائج إيجابية خاصة عند أهالي الأسرى والمختطفين، إلا أن الواقع يقول غير ذلك، في ظل عدم التزام المليشيات الانقلابية الحوثيه بالكثير من الاتفاقات .

وبعيداً عن كل ذلك فإن الشارع الجنوبي الذي ينظر لهذه المفاوضات وكأنها ذر الرماد على العيون فقط، في ظل حالة الفشل التي ترافق هذا الملف وعجز الأمم المتحدة في توجيه البوصلة نحو تحقيق الهدف السامي لهذه المفاوضات، ومحاباتها الواضحة للجماعة الانقلابية في صنعاء، إلا أن الخوف كل الخوف‏ أن تكون هذه المفاوضات تمهيدا لحالة تقارب (يمني يمني)، في جميع الملفات برعاية عمانية وتأييد إقليمي ودولي ، وتفضي إلا توقيع اتفاق لتقاسم الأرض والثروة على حساب الجنوب وشعبه، ونظل نحن عاجزون عن فعل أي شيء، باعتبارهم  يسيطرون على أهم المناطق والموارد والمنافذ الجنوبية تحديدا الشرقية منها واعني بها محافظات (شبوة وحضرموت والمهرة) فيما صوت مجلسنا الانتقالي محاصر في عدن وما حولها.

من المهم أن نعلم جميعا أن اي اتفاق من هذا القبيل ستكون اضراره على الجنوب وقضيته كارثية وستلقي بظلالها على تطلعات شعبنا في استعادة دولته الوطنية كاملة السيادة، وبالتالي انا هنا لست متشائمة كما تعتقدون، لكن مخاوفي لها مبرراتها خصوصا ونحن لا نستطيع رفض أي اتفاق طالما وأعطيناهم شرعية التواجد على أرضنا والإنفراد بالقرار السياسي الذي مفترض ان نكون شركاء فيه.

وتحسبا لأي اتفاق ينهي قضيتنا لابد من  توحيد جهود جميع الجنوبيبن والاستعداد لمعركتنا الفاصلة، لأن القوى الشمالية بكل أطيافها ومكوناتها لاتضمر لنا الخير ومستعدة أن تفعل أي شي يحول دون فك الارتباط وعودة دولتنا الجنوبية الحرة.