الغد الجنوبي بقلم/ أبو ليث الحميدي في معترك السياسة وصراع تقرير المصير، لا تقتصر المواجهة على المعارك العسكرية، بل تمتد إلى أدوات أكثر خبثا...
الغد الجنوبي
بقلم/ أبو ليث الحميدي
في معترك السياسة وصراع تقرير المصير، لا تقتصر المواجهة على المعارك العسكرية، بل تمتد إلى أدوات أكثر خبثاً تهدف إلى كسر الإرادة وتشتيت الصفوف. واليوم، يواجه المجلس الانتقالي الجنوبي، الممثل الشرعي لتطلعات شعب الجنوب في الحرية والاستقلال، ضغوطات متزايدة من عدة أطراف تسعى لإرغامه على تقديم تنازلات تمس جوهر القضية الجنوبية.
*أولاً: الحرب الاقتصادية – حصار لكسر الإرادة*
تُعد الحرب الاقتصادية من أخطر الأسلحة التي تُستخدم ضد الجنوب، حيث تُمارَس سياسات ممنهجة لخلق أزمات معيشية خانقة، والتضييق على الموارد، في محاولة لتركيع الشعب ودفعه إلى اليأس والبحث عن حلول تتنافى مع مشروعه الوطني. *الهدف واضح:* تقويض الإرادة الحرة وفرض واقع يخدم أجندات أعداء الجنوب.
*ثانياً: الحرب الإلكترونية الناعمة – سلاح التشويه وبث الفتن*
إلى جانب الحرب الاقتصادية، تشن الأطراف المعادية حرباً إلكترونية ناعمة تهدف إلى زعزعة ثقة الشعب بقضيته وقيادته، وإحباط معنويات القوات المسلحة الجنوبية. تتنوع هذه الأساليب بين الإشاعات، تزوير الحقائق، حملات التشويه، وبث الفتن، وهي أدوات قد تكون أشد خطراً من المواجهة العسكرية إذا لم يكن هناك وعي كافٍ بمخاطرها وطرق التصدي لها.
*ثالثاً: القيادة الصلبة – صمود في وجه العواصف*
رغم كل هذه التحديات، يقف الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بثباته السياسي وحكمته، في مقدمة المواجهة، يبذل كل جهده لإدارة الأزمات بحنكة، محافظاً على الثوابت الوطنية، ومجتهداً لتخفيف معاناة الشعب، رافضاً أي حلول تنتقص من حق الجنوب في تقرير مصيره.
*رابعاً: دور الشعب – الصبر والثبات حتى تحقيق النصر*
إن معركة الاستقلال ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي صراع شامل يتطلب وعياً جماعياً وتكاتفاً شعبياً، لأن المؤامرات مهما تنوعت أدواتها، تبقى عاجزة أمام شعب صمد في وجه الغزوات وقدم التضحيات الجسام في سبيل قضيته العادلة. وكما صمدت القوات المسلحة الجنوبية في ميادين القتال، فإن أبناء الجنوب مطالبون اليوم بالصمود في ميادين الاقتصاد والإعلام، وعدم الانجرار خلف حملات التضليل والتشويه.
*خامساً: النصر حتمي – لأن الإرادة لا تُكسر*
إن الواجب الوطني يحتم علينا جميعاً أن نكون في خندق واحد، مدركين أن هذه الحرب ليست إلا اختباراً لعزيمتنا وإرادتنا. وكما انتصر الجنوب بالسلاح، سينتصر بالصبر والثبات والوعي، حتى تحقيق النصر الأكبر باستعادة الدولة الجنوبية الحرة المستقلة. *فالحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، ومن يمتلك الإرادة لن يُهزم أبداً.*
ليست هناك تعليقات