الغد الجنوبي تشهد الساحة السياسية في الجنوب حالة فرز متسارعة بين مشاريع متباينة، غير أن المؤشرات على الأرض توضح أن الخيار الجنوبي أصبح الأك...
الغد الجنوبي
تشهد الساحة السياسية في الجنوب حالة فرز متسارعة بين مشاريع متباينة، غير أن المؤشرات على الأرض توضح أن الخيار الجنوبي أصبح الأكثر حضورًا وتماسكًا، في وقت تتراجع فيه البدائل الأخرى التي لم تستطع أن تثبت نفسها أو تقدم برنامجًا مقنعًا للجماهير.
مصادر سياسية في المكلا أكدت لـ"الأحقاف نت" أن المجلس الانتقالي الجنوبي بات يمثل الحامل السياسي الأبرز للقضية الجنوبية، مستندًا إلى قاعدة جماهيرية واسعة، فيما تعاني الأطراف المنافسة من ضعف البنية التنظيمية، والاعتماد على أسماء مستعارة ومنابر محدودة التأثير. ويرى مراقبون أن هذا التباين يعكس فارقًا جوهريًا بين مشروع يتكئ على إرث نضالي عريق وآخر يقوم على محاولات إعلامية متقطعة لا تجد صدى في الشارع.
في حضرموت، التي تمثل ثقلاً اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا على مستوى الجنوب، تتجلى هذه الحقيقة بوضوح. فالمزاج العام في مدن المكلا وسيئون وتريم يميل بشكل متزايد نحو تثبيت الهوية الجنوبية، في ظل حالة من الإحباط تجاه المشاريع التقليدية التي عجزت عن تقديم حلول حقيقية للتحديات المعيشية والأمنية. ويشير ناشطون إلى أن استمرار الأزمات الخدمية والاقتصادية عزز من قناعة الناس بضرورة العودة إلى خيار الدولة الجنوبية كمسار للخلاص.
وبحسب محللين سياسيين، فإن قوة المشروع الجنوبي لا تأتي فقط من شعاراته، بل من التضحيات التي ارتبطت به، والتي شكلت على مدى سنوات طويلة قاعدة صلبة لأي مسار سياسي لاحق. بينما ظلت المشاريع الأخرى محصورة في دائرة ضيقة، تعتمد على التمويه الإعلامي أكثر من اعتمادها على حراك فعلي في الميدان.
ويجمع متابعون للشأن المحلي أن الجنوب اليوم يقف أمام مفترق طرق حاسم؛ فإما أن يستكمل مسيرة استعادة دولته كاملة السيادة وفق مشروع واضح، أو يظل عالقًا في دوامة المبادرات المتعددة التي سرعان ما تكشف هشاشتها أمام وعي الناس وإرادتهم. ومع تزايد حالة الوعي السياسي والشعبي، تبدو الكفة تميل لصالح المشروع الجنوبي الذي استطاع أن يترجم شعاراته إلى مسار عملي على الأرض.
#الأحقاف_نت

ليست هناك تعليقات