القدام ; جوهرة مريس وقلعة الصمود في وجه الطغيان

الغد الجنوبي إن الحديث عن القدام حديث عن لوحة من الجمال الطبيعي الممزوج بروح الصمود والعزة فهي أرض استثنائية بكل تفاصيلها متفردة بما حباها ا...

الغد الجنوبي

إن الحديث عن القدام حديث عن لوحة من الجمال الطبيعي الممزوج بروح الصمود والعزة فهي أرض استثنائية بكل تفاصيلها متفردة بما حباها الله من جمال رياني ومناظر خلابة تأسر القلوب وتجعل الناظر إليها يقف مشدوها أمام روعتها وبهائها تلك القرية الشامخة التي تعانق السحاب وتطل على جبال مريس كأنها تاج من الكبرياء لا يعرف الانحناء ولا يقبل الذل على مر التاريخ كانت القدام حصنًا منيعًا ودرعًا واقيًا لكل من أراد أن ينال من مريس العزة والكرامة فقد استعصت على كل من حاول كسرها أو إذلالها وكانت دائما" عنوانا" للفخر ورمزا" للبطولة والفداء امتزجت دماء شهدائها الزكية بثراها الطاهر فأنبتت في قلوب أهلها بذور الحرية والكرامة والإباء ونقشت على جبين رجالها ملامح الشهامة والنخوة والأنفة التي لا تعرف المساومة ولا تعرف الخضوع فهم أبناء أرضٍ حملت في ترابها تاريخا" من النضال والمقاومة وارتبط اسمها بالبسالة منذ أن سطعت شمس الكرامة على جبال مريس لتعلن أن هذه الأرض لا تؤخذ إلا بالعزيمة ولا تداس إلا على أجساد أبطالها فالقدام ليست مجرد قرية بل هي رمز متكامل لروح التضحية والوفاء هي الخط الأول للدفاع عن ضالع الصمود والتحدي وهي السنام العالي الذي يشمخ فوق هامات الجبال ليحرس المجد ويصون الشرف هي البوابة  لمريس التي وقفت أمام مليشيات الحوثي وقفة الرجال الذين لا يهابون الموت ولا يرضون بالضيم فسطر أبناؤها ملاحم بطولية في الدفاع عن الأرض والعرض وقدموا أرواحهم فداءً لوطنهم دون تردد أو خوف

وعندما نتأمل مشهد القدام اليوم نجدها شامخة رغم الجراح باسمة رغم الألم ترفرف فوقها رايات الحرية كأنها تعلن للعالم أن هذه الأرض لا تموت وأن دماء الشهداء لم تذهب سدى فكل شجرة فيها وكل صخرة وكل نسمة ريح تروي حكاية بطولة وكل وادٍ من أوديتها يشهد على صمود أبنائها في وجه العدوان وعلى تصميمهم في الحفاظ على الكرامة فأهلها يعيشون بروح الجماعة والتكافل يتقاسمون الحزن والفرح ويشد بعضهم أزر بعض في مواجهة التحديات ولديهم إيمان عميق بأن الدفاع عن الأرض واجب مقدس وأن من يفرط في ترابها لا يستحق الانتماء إليها ولذا ظلت القدام على مر السنين عنوانا" للمجد وعزة للضالع ورمزا" لمريس التي لم تنكسر يوما" أمام أي غاز„ أو معتد„. لا تعرف إلا الكرامة ولا تقبل إلا بالحرية ولا تنحني إلا لخالقها فيها يجتمع الجمال الطبيعي بالجمال الإنساني في أبهى صورة وفيها تتجسد القيم الأصيلة التي تربى عليها أهل مريس من الصدق والشجاعة والوفاء وحب الأرض. 

إن القدام ليست مجرد موقع جغرافي بل هي مدرسة في الصمود ورمز خالد للبطولة  المتجذرة في تاريخ الضالع ومريس.

✍️ عبدالله الحميدي