كتب/ معاذ فيزان الحديث عن أن قوات المنطقة العسكرية الأولى “جنوبية” لمجرّد وجود بعض القيادات من أبناء المحافظات الجنوبية هو تبسيط مخلّ للواق...
كتب/ معاذ فيزان
الحديث عن أن قوات المنطقة العسكرية الأولى “جنوبية” لمجرّد وجود بعض القيادات من أبناء المحافظات الجنوبية هو تبسيط مخلّ للواقع ومحاولة لخلط الأوراق وتجميل وضع مرفوض شعبيًا وسياسيًا منذ سنوات.
أولاً: المشكلة ليست في أسماء القيادات بل في تبعية هذه القوات
المعركة ليست حول هوية الضباط ولا أماكن ميلادهم، بل حول:
من يملك قرار هذه التشكيلات؟
لمن تنفّذ التوجيهات؟
ما هي عقيدتها القتالية ومهامها؟
وضد من استخدمت طوال السنوات الماضية؟
الحقيقة التي يعرفها الجميع أن المنطقة العسكرية الأولى تعمل خارج الإرادة الجنوبية وتتبع منظومة مركزية استخدمت هذه القوات لفرض واقع سياسي وأمني على وادي حضرموت، ولم تُوجَّه يوماً لحماية الجنوب أو خدمة قضاياه، بل كثيرًا ما كانت جزءًا من إشكالات الأمن والانتهاكات.
ثانياً: القادة الجنوبيون داخل هذه المنظومة لا يغيرون حقيقة التبعية
وجود قادة جنوبيين في مناصب شكلية داخل قوات تتبع قرارًا خارجيًا لا يجعلها “قوات جنوبية” ولا يبرر استمرارها.
كم من مؤسسات سيطر عليها نفوذ معيّن عبر تعيين واجهات جنوبية بينما القرار الحقيقي يأتي من مكان آخر؟
القضية ليست أشخاص… القضية مؤسسة وسلوك وتاريخ.
ثالثاً: الشارع الحضرمي والجنوبي قال كلمته
موقف حضرموت والجنوب من ضرورة إخراج المنطقة العسكرية الأولى ليس حديث اليوم ولا وليد خطاب إعلامي، بل:
مطلب جماهيري منذ سنوات
قرار سياسي في مخرجات الحوار الجنوبي
توافق مجتمعي لحضرموت الساحل والوادي
رؤية مضطردة لبناء منظومة أمنية جنوبية خالصة
وجود قيادات جنوبية داخل المنطقة الأولى لم يغير ذلك المطلب قيد أنملة.
رابعاً: محاولة تصوير أي تحرك بأنه “حرب جنوبية جنوبية” تضليل واضح
لا أحد يبحث عن صدام، والجميع يعرف أن الجنوب قدّم أغلى التضحيات لتفادي الاقتتال الداخلي.
لكن الإصرار على إبقاء قوات خارج سلطة حضرموت والجنوب ثم القول بأنها “جنوبية” فقط لأن بعض ضباطها من الجنوب هو:
تسويق سياسي لا يصمد أمام الواقع.
خامساً: القضية باختصار
المسألة ليست: أسماء
ولا مناطق
ولا مناصب
بل: من يملك القرار؟
ولمن تدين هذه القوات بالولاء العسكري؟
وما هي مهمتها الحقيقية على الأرض؟
طالما أن إجابات هذه الأسئلة واضحة، فإن محاولة إعادة تلميع المنطقة الأولى لن تغيّر الحقائق، ولن تلغي المطلب الشعبي والسياسي الواضح:
قوات جنوبية بهوية، وقرار جنوبي، لحماية أرض الجنوب.
.jpg)
ليست هناك تعليقات