Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

الاخبار

latest

اعلان

المجلس الانتقالي… الإطار الجامع في لحظة الانهيار

  الغد الجنوبي  كتب/ أبو ليث الحميدي في لحظة كان الجنوب فيها بلا مظلة جامعة ولا مرجعية تضبط الإيقاع، كان خطر التشظي أقرب من أي وقت مضى. تعدد...

 

الغد الجنوبي 

كتب/ أبو ليث الحميدي



في لحظة كان الجنوب فيها بلا مظلة جامعة ولا مرجعية تضبط الإيقاع، كان خطر التشظي أقرب من أي وقت مضى. تعددت الولاءات، وتضاربت المشاريع، وظهرت كيانات هشة تبحث عن حضور إعلامي أكثر من بحثها عن حلٍّ حقيقي. وسط هذا الفراغ، لم يأتِ المجلس الانتقالي الجنوبي ترفاً سياسياً، بل وُلد كحاجة وطنية فرضتها الضرورة وحكمت بها الوقائع.


منذ انطلاقته، أعاد المجلس ترتيب المشهد الجنوبي، ورسّخ مفهوم القيادة بدل الارتجال، والعمل المؤسسي بدل الفوضى. قدّم مشروعاً واضح المعالم، وخاطب الداخل والخارج بلغة مسؤولة، وتعامل مع التعقيدات بعقلٍ بارد لا بانفعالات اللحظة. أدرك مبكراً أن معركة الجنوب لا تُحسم بالشعارات، بل ببناء الثقة وتثبيت الحضور وحماية القرار.


لم ينجر المجلس إلى المغامرات، ولم يساوم على ثوابت الجنوب، ولم يجعل القضية ورقة تفاوض عابرة. استمد شرعيته من تضحيات الشهداء، ومن صبر شعب دفع كلفة الصراع، ومن رجال وقفوا في الميدان حين كانت الخيارات محدودة والرهانات قاسية. لذلك لم يكن حضوره صدفة، بل نتيجة مسار تراكمي من الفعل والتضحية.


وبجهود متواصلة، تحققت معادلة الأمن والاستقرار، وتحول الجنوب من ساحة مفتوحة للفوضى إلى مساحة يمكن فيها الحديث عن نظام ومؤسسات ومستقبل. الأهم أن مشروع بناء الدولة الجنوبية ظل محفوظاً، يُدار بعقل الدولة ورزانة القرار، لا بالمزايدات والوعود الفارغة.


اليوم، الجنوب أمام اختبار الوعي. الاختلاف مشروع، والنقد مطلوب، لكن الانقسام ترفٌ قاتل. لا يمكن حماية القضية إلا بوحدة الصف، ولا يمكن صيانة المكاسب إلا بالالتفاف حول الإطار الجامع. راية المجلس الانتقالي ليست إقصاءً لأحد، بل ضمانة لعدم ضياع الجميع.


هذا وقت التماسك، وقت تغليب المصلحة الوطنية، ووقت إدراك أن ما تحقق لم يكن محض صدفة، وأن ما هو قادم يتطلب وعيًا أعلى ومسؤولية أكبر. حفظ الله الجنوب برجاله وقيادته، ووفّق مساره نحو استكمال مشروع الدولة بإرادة شعبٍ اختار الطريق الأصعب… طريق الكرامة وبناء المستقبل.

ليست هناك تعليقات