Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

حجور وخذلان الشرعية مدخلان لمراجعة الحسابات

هل تكون حجور مدخلاً لمراجعة الحسابات الدكتور صالح حسن   الوجية الضالعي الغد الجنوبي خاص       لا يصعب على قارئ لمشهد الجريمة في مسلس...


هل تكون حجور مدخلاً لمراجعة الحسابات
الدكتور صالح حسن   الوجية الضالعي
الغد الجنوبي خاص

      لا يصعب على قارئ لمشهد الجريمة في مسلسل حجور بكل أحداثه المؤلمة أن يشخص دوافع الممارسات الظاهرة والخفية للجرائم الإنسانية التي ارتكبتها مليشيات الحوثي بحق قبائل حجور الثائرة ضدهم، وهي جرائم ما كان لها أن تكون إلا لأن الحكومة الشرعية وقواها القبلية والحزبية لم تأخذ بواجبها، واكتفت بالشجب والتنديد، في حين كان الواجب عليها أن تحرك جيشاً قوامه 120ألفاً ويزيد، جيش يفصله عن حجور ذراع دبابة مشلولة تجمدت جنازيرها في مأرب خمس سنوات سمان، كان باستطاعتها أن تطيل صمود الحجوريين رغم قلة العدة والعدد، لكن ذلك لم يرق لأصحاب النفوذ والفكر المعارض للحجوريين وربما تصنيفهم جناحاً سلفياً يعد انتصارهم خطرة على كل القوى شمالاً، ومهما يكن من أمر فإن الحسابات الإيديولوجية والجهوية الضيقة، ما دامت هي المتسلطة على مراكز النفوذ، فلا جرم أن تتصرف خارج حدود الوطنية وبعيداً عن قيم الإنسانية؛ ولهذا السبب أضحت الحكومة الشرعية إشكالية قائمة بذاتها، تقف حجر عثرة أمام عاصفة الحزم، تعرقل الانتصار على قوى إيران في شمالاً، وتعطل التنمية واحتياجات الناس جنوباً.
     إن الخاصية التي تمتاز بها حكومة الشرعية وأذرعها الحزبية هي قدرتها على الإمساك بالمناصب وحفظ القيم المادية بديلاً عن القيم الثورية والوطنية والانسانية، وحاجات الشعب بوصفها ضرورة اجتماعية، فالمتابع لمواقف الحكومة وأعمالها يتبين له بوضوح أنه ليس من شأنها التوسع في الحرب ضد الحوثيين شمالاً، ولا تعمل ضدهم ربع ما تعمله في محاربة القوى الثورية في الجنوب، وخاصة المجلس الانتقالي وقوات الحزام الأمني والنخبتين الحضرمية والشبوانية، وحسبنا أن نقول: إن نظام الحكومة الشرعية يمارس قوة حضورية بعيداً عن مواجهة الخصم الحقيقي (الحوثيين) بعد انقلابهم على النظام في الشمال واحتلال الجنوب من جديد.
   إن الوظيفة الرئيسة للحكومة -وإن تخلت عن حجور- هي صرف الأموال؛ لحضور المؤتمرات، والمتاجرة وكسب الولاءات، ولا تخفى حقيقتها منذ لحظات الحرب في 2015م ومن قبلها أيضاً، فلن نجدها إلا وسيطاً لأصحاب النفوذ، لا تجتهد في الحرب ضد مليشيات الحوثيين في الشمال، تحارب الخدمات في الجنوب خشية انفصاله حسب قول وزير خارجيتها الأسبق عبد الملك المخلافي؛ ولهذا تركزت جهودها في: نشر الفتن بين الجنوبيين، تزرع العداوة، وتمول الصراع، تنوب بفعله الظاهر والباطن عن الحوثيين، تعزز دور الفاسدين.
   ومن ههنا نقول إن على جميع القوى وخاصة التحالف العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، والقوى الدولية أن تعيد النظر في البحث عن قوى نظيفة في الشمال، وأن تتعامل مع قوى موجودة بالفعل في الجنوب قادرة على إنجاز مؤسسات الدولة التي يستوجب وجودها بالضرورة في إطار جغرافيا الجنوب الدولية قبل الوحدة؛ بوصفها الوحيدة قادرة على إحضار المغيِّب، واسترجاع البعد المفقود، وانطلاقاً من هذا التصور يمكن القول في النهاية إن القوى الفاعلة في الجنوب والممسكة بالأرض، هي وحدها التي تؤسس الدولة المدنية تكافح الفساد وتحارب الإرهاب، وتؤمن الملاحة الدولية.
الجنوبية المؤمنة باستعادة الدولة

ليست هناك تعليقات