Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

استراتيجية الاخوان في إعادة استعمار الجنوب

استراتيجية الاخوان في إعادة استعمار الجنوب كتب/قائد منصور الحميدي في الموضوع السابق بعنوان" معركة الضالع ..صراع الارادات والمشاري...

استراتيجية الاخوان في إعادة استعمار الجنوب
كتب/قائد منصور الحميدي

في الموضوع السابق بعنوان" معركة الضالع ..صراع الارادات والمشاريع التحررية والاستعمارية " كنا قد تناولنا فيه دور الايادي الخفية لحزب الاصلاح في هذه المعركة واهميتها بالنسبة لتحالف الحوثي الاخونجي الذين يحاولون جر الجنوبيين الى مواجهات مفتوحة في اكثر من جبهة عسكرية وسياسية واعلامية وثقافية بهدف استنزافهم واضعافهم عسكرياً لتخفيف من قبضة سيطرتهم على العاصمة عدن وبقية المحافظات الجنوبية والعمل في الوقت ذاته عبر الوسائل السياسية والدعائية والاعلامية والثقافية الى جانب منابر المساجد والخطب والفتاوى الدينية لزعزعة ثقة الجنوبيين بمشروعهم التحرري واثارة القلاقل والفتن والصراعات الداخلية فيما بينهم لكسر إرادتهم ومنعهم من استعادة دولتهم وقد اشرنا ان هذه الممارسات تأتي في سياق استراتيجية اخوانية محلية ودولية لإعادة الاستعمار الجهوي الشمالي للجنوب العربي تحت شعار الوحدة والفيدرالية وما يسموها اليوم بالمرجعيات الثلاث التي سبق لهم ان قبروها في صنعاء مع الحوثيين وفي هذه الحلقة نتناول المرحلة الاولى من هذه الاستراتيجية وكيف تجلت في الساحة الجنوبية.
بشكل غير مسبوق وبالاستناد الى حقائق تاريخية وموضوعية معاصرة عمدت الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وبعض الدول العربية والاوروبية الى تصنيف المنظمة الدولية للإخوان المسلمين جماعة ارهابية وتهديداً خطراً للأمن والاستقرار الدولي والبعض الاخر صنفها بالفقاسة الفكرية والبيئة الحاضنة والداعمة والممولة الرئيسية للجماعات والتيارات الدينية الراديكالية المتطرفة والمنظمات الارهابية ( القاعدة وداعش) وغيرها من المسميات ..هذا التصنيف والاتهام المباشر للمنظمة الدولية لجماعة الاخوان المسلمين بالمسؤولية المباشرة وغير المباشرة عن الارهاب والجماعات الارهابية ترتب عنه تداعيات وافرازات خطيرة وظهر على مسرح الاحداث والتطورات في المنطقة جبهة حرب جديدة اشعلها الاخوان المسلمين واذرعها المختلفة والدول الداعمة والممولة لها ونجح اخوان اليمن لحد كبير في تحويل اليمن الى مسرح جديد لهذه الحرب بتغير اولوياتهم واجنداتهم التي كانوا يتظاهرون بها خلال السنوات الخمس المنصرمة من الحرب وتحويلها علناً من مهمة مواجهة القوى الانقلابية الحوثية الى التحالف معها واعلان الحرب ضد دول التحالف والتيارات الوطنية والسياسية المعادية للإخوان .
ذروة التحول في الاستراتيجية العسكرية والسياسية للإخوان في اليمن .
يمكن القول ان الاحداث التي شهدتها العاصمة عدن في اغسطس 2019م وكذلك معركة الضالع في مارس 2019م قد مثلت ذروة التحول العلني والفاضح في استراتيجية الاخوان المسلمين والعنوان الابرز لكل الحروب والصراعات العسكرية والسياسية التي يشعلونها هنا وهناك من اجل السيطرة واعادة احتلال الجنوب حاضره ومستقبله ويمكن القول ان حوار جدة الذي دعت له المملكة العربية السعودية يمثل الوجه الاخر للمعركة السياسية السلمية ..وهذا التحول ..وهذه المعركة المحتدمة اليوم ليست وليدة لحظتها التاريخية بل لها تاريخ طويل في هذا الموضوع نحاول ان نوثق مرحلتها الراهنة منذ اللحظات الاولى لتحرير المحافظات الجنوبية والشرقية من احتلال التحالف الحوثي العفاشي وارست البدايات العملية لتنفيذ الاستراتيجية الاخوانية لإعادة احتلال الجنوب من خلال عدة مراحل ومحطات رئيسية ابرزها:
- المرحلة الاولى :
بدأت ببسط اذرع الاخوان المسلمين ( الاصلاح) العسكرية ممثلة بالقاعدة وداعش وغيرها من الجماعات الارهابية سيطرتها على المناطق الجنوبية والشرقية بعد تحريرها وطرد الانقلابيين الحوثيين مباشرة ..شكل هذا التمدد الارهابي السريع والمفاجئ براياته السوداء في عدن والمحافظات الجنوبية المحررة وبأعداد كبيرة غير مسبوقة وغير متوقعه من العناصر والجماعات والتشكيلات المسلحة وفي ظاهرة غير معهودة من التنامي المفاجئ لنشاط المنظمات والجماعات الارهابية ( القاعدة وداعش) التي بات لها جيش علني كبير ومنظم خلافاً لما هو معهود عنها حيث لا يتجاوز تعدادها بالعشرات وفي اكثر الحالات بضع مئات موزعين في خلايا عنقودية سرية صغيرة التكوين وتنتشر ضمن نطاق جغرافي واسع تجهل بعضها البعض ولكنها معروفة للقيادات الارهابية العليا.
هذه الظاهرة المستجدة بعد تحرير العاصمة عدن فرضت اكثر من تساؤل داخلي وخارجي عن المصدر الذي جاء منه هذا العدد المهول من الارهابيين المرتدين البزات والرايات السوداء التي اعتادوا على رؤيتها في افغانستان ..وتساؤلات اخرى عن الجهات التي تقف ورائهم وتمونهم عسكرياً وتمولهم مالياً وتوجهم وتقودهم.. المعلومات المتواترة والمتوفرة حينها تؤكد ان الغالبية من هؤلاء المقاتلين باستثناء قلة قليلة من العقائديين المتداولة اسمائهم وبعض صورهم لدى المؤسسات الاستخباراتية الخاصة بمكافحة الارهاب , فان الغالبية من هؤلاء الارهابيين جاءوا كما هي العادة في اليمن من داخل ثكنات الجيش والامن السابق ومن قواعد الاحزاب والمدارس والمعاهد الدينية التابعة لحزب الاصلاح والتحقت بهم جماعات من الشباب في البداية كان هؤلاء الشباب والمراهقين العاطلين عن العمل وغير مسيسين وبالذات اولئك الذين تم استقطابهم من خلال الحلقات الدراسية داخل الجوامع التابعة للإخوان مثلهم مثل غيرهم من  الشباب الذين تتلمذوا في الجوامع السلفية غير المتحزبة شكلوا جزء من المقاومة الجنوبية تم استنفارهم وحشدهم وتعبأتهم فكرياً وسياسياً للقتال( الجهاد) ضد مليشيات الغزو المجوسي ( الحوثي) وادوا دوراً قتالياً متميزاً قبل ان يتم اعادة تنظيمهم ضمن غيرهم من الجماعات الارهابية القاعدية الداعشية لإعادة السيطرة على العاصمة عدن بعد تحريرها أي ان هذا القطاع من المقاتلين جاء من داخل النسيج الاجتماعي الوطني ولم يكونوا من ضمن عناصر الجيش والامن الشمالي او من  العناصر الارهابية العقائدية المعروفة ولكنهم تـأثروا بها وبسلوكها الارهابي المتطرف .
السيطرة الارهابية على عدن فقد كانت عملية احتلال للفراغ العسكري والامني الذي شهدته المدينة بعد التحرير وعدم وجود خطط مسبقة لتأمينها او جهة مسؤولة بشكل مباشر على ذلك لا سيما مع انشغال المقاومة الجنوبية بمواصلة معارك التحرير خارج عدن ..وتختلف عن عملية سيطرة الجماعة الارهابية على المحافظات الاخرى شبوة وحضرموت وجزء من محافظة ابين.
هذه المحافظات تم السيطرة عليها من قبل القاعدة عبر عملية تسليم واستلام بين الوحدات القتالية الشمالية التي كانت مرابطة فيها والجماعات الارهابية حيث تم تسليم كل المعدات والاسلحة الثقيلة والخفيفة مقابل السماح لضباط وافراد هذه المعسكرات بمغادرة هذه المحافظات عبر البوابات الرئيسية على باصات سياحية وتأمين طريق عبورهم ليعود الكثير منهم أليها مجدداً عبر النوافذ والمنافذ الخلفية ,بعد تغيير بزاتهم العسكرية وارتداء الزي القاعدي .. هذه العملية مثلت اكبر فضحية سياسية علنية تكشف علاقات الجماعات الارهابية بمؤسسات النظام السابق الذي يشكل جزء منهم المكون الرئيسي لشرعية المنفى .
بعد سيطرة الجماعات الارهابية على محافظتي شبوة وحضرموت وجزء من محافظة ابين تم الاعلان عن ظهور الامارات الاسلامية وتشغيل ادارة الموانئ والمؤسسات الايرادية وتولي ادارة الموانئ والاشراف على نشاطها التجاري مشايخ وقادة من مارب وخولان وذمار والبعض منهم بأسماء والقاب جنوبية مستعارة ويحرم على ابناء هذه المحافظات دخول هذه الموانئ إلا لإنجاز التعاملات الخاصة بنشاطهم التجاري .
في ظل سيطرة القاعدة ازدهر نشاط الموانئ والمنافذ البرية والبحرية في الاستيراد التجاري بشكل غير مسبوق وتحولت أغلب عمليات الاستيراد في البلد الى هذه الموانئ حيث كانت تنقل عبرها ليس فقط البضائع ولكن ايضاً المعدات والاسلحة التي استمر تدفقها عبر هذه الموانئ للمليشيات الحوثية دون عملية اعتراض او تفتيش حتى في المناطق الخاضعة للسلطات الشرعية .
سيطرت الجماعات الارهابية على العاصمة عدن وبقيه المحافظات الجنوبية المحررة والظهور المكثف للرايات والبزات السوداء في هذه المحافظات ولد مخاوف اقليمية ودولية كبيرة من تفشي الخطر الارهابي واستغلال الجماعات الارهابية الاوضاع في اليمن للتمدد وفرض سيطرتها وما قد يترتب عن ذلك من تهديدات ومخاطر ارهابية واقعية ومحتملة للأمن والاستقرار الاقليمي والدولي في هذه المنطقة الحيوية للمصالح الدولية ..الامر الذي حتم على المقاومة الجنوبية والتحالف العربي اعادة تنظيم الصفوف وتحديد الاولويات القتالية في مكافحة ظاهرة الارهاب المفتعلة ومكافحة الجماعات الارهابية بشقيها العقائدية والجماعات الارهابية المسيسة كان ذلك ايذاناً لبداية معركة اخرى جديدة تخوضها المقاومة الجنوبية والتحالف العربي بقيادة الامارات لإعادة تحرير هذه المحافظات من الاذرع الاخوانية التي استغلت الفراغ وانشغال المقاومة الجنوبية بمواصلة عملية تحرير بقيه المناطق من الغزو الحوثي كما استغلت التسهيلات والصفقات السياسية والعسكرية المشبوهة بينها وبين قيادات الاخوان وبعض قيادات الشرعية الاخونجية لتفرض سيطرتها على العاصمة عدن وبعض المحافظات .
لقد كلفت هذه المعركة  وطننا وشعبنا الجنوبي خسائر وتضحيات جسيمة غير معهودة  فاقت اضعاف التضحيات التي قدمها شعبنا في تحرير هذه المناطق من القوى الانقلابية والاحتلال العفاشي .. وتميزت هذه المعركة بطابعها المباشر وغير المباشر وجرائمها الارهابية واتساع قاعدة القوى المعادية من جماعات حزب الاصلاح واذرعهم من الجماعات الارهابية وحلفائهم في الداخل من بقايا النظام السابق والمليشيات الانقلابية, علاوة عن كونها كانت معركة مع الانصار والحلفاء الاقليمين والدوليين الممولين والداعمين والمستفيدين من جرائم وسيطرة الجماعات الارهابية وبالذات قطر وتركيا وايران.
تم تحرير المحافظات الجنوبية من الجماعات الارهابية بدعم وخبرات فنية وقتالية واستخباراتية اماراتية ولكن اين اختفت تلك الجماعات الكبيرة من الارهابيين التي كانت تمتلئ بهم حواضر المحافظات الجنوبية وريفها ؟ هذا التساؤل فرض نفسه على الرأي العام الدولي والمحلي.. وفي محاولة مني للبحث عن اجابات لهذا التساؤل الحقيقي عدت الى الارشيف الاعلامي حيث وجدت نفس السؤال تم توجيهه للقائد العسكري الفذ المشهور الشهيد اللواء الركن/ سالم قطن قائد معركة السيوف الذهبية لتحرير محافظة ابين من الجماعات الارهابية في العام 2012م حيث سأله احد الصحفيين عن مصير الجماعات الارهابية واختفائها بن عشية وضحاها من داخل المحافظة اجاب الشهيد بكل بساطة وابتسامة ساخرة تنم عن ثقة ويقين ودراية عميقة بخفايا واسرار اللعبة السياسية المعتملة في بلدنا قائلاً( البعض منهم قتل والغالبية الساحقة تخلوا عن بزاتهم وملابسهم وراياتهم الجهادية التي كنا نشاهدها وارتدوا بزاتهم العسكرية وحلقوا رؤوسهم ولحاهم وعادوا الى معسكراتهم ومواقع عملهم ) وعلق عليها الصحفي الجنوبي  الاستاذ علي منصور احمد مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة الجنوبية حالياً بمقالة تعليقاً على ذلك بقوله ( حراكنا سلمي.. والقاعدة قاعدتكم والارهاب ارهابكم )
ما حصل اليوم هو اعادة استنساخ وتكرار لتجربة الامس انسحبت الجماعات الارهابية وعادت الى مواقعها منتظرة مهام وتكليفات ووظائف جديدة قد تختلف اساليبها ووسائلها وحتى شعاراتها واهدافها المعلنة ويبدوا اننا الجنوبيين لن يطول انتظارنا هذه المرة فقد عادت هذه المجاميع تحت عباءة الشرعية بزي الجيش الوطني  في محاولة جديدة لإعادة احتلال العاصمة عدن وتحقيق استراتيجية منظومة الاخوان الدولية في اليمن واذرعها حزب الاصلاح وتحالفهم الجهوي غير المقدس  تحت شعار الوحدة والمرجعيات الثلاث.

ليست هناك تعليقات