Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

عشية ارتكاب مجزرة سناح في العام 2013، في مثل هذا اليوم الموافق 27 من ديسمبر

عشية ارتكاب مجزرة سناح في العام 2013، في مثل هذا اليوم الموافق 27 من ديسمبر. فؤاد جباري: الجمعة :27 ديسمبر/ كانون الأول 2019م الغد الجنو...

عشية ارتكاب مجزرة سناح في العام 2013، في مثل هذا اليوم الموافق 27 من ديسمبر.

فؤاد جباري: الجمعة :27 ديسمبر/ كانون الأول 2019م
الغد الجنوبي / خاص





     في مثل هذه الليلة من العام 2013م، تحركنا باتجاه سناح، وكلنا براكين غضب عازمين على مهاجمة مبنى المجمع الحكومي (المحافظة)، انتقاماً لقيام قوات قوات الإحتلال ممثلة بمجرم الحرب المدعو ”ضبعان“ بارتكاب المجزرة، وذلك بقيادة القائد خالد مسعد والقائد عزيز الهدف والقائد الفقيد مسعد ناصر المعكر وآخرين.

     بدأنا التجمع منذ العصر في منطقة ”صَيوَات“ حبيل السوق حجر، وأتى الأبطال وعلى أعينهم جمر من الغضب من كل حدب وصوب من حجر و جحاف، كان معنا مدفع B10، ومن كثر دافع الإنتقام صعدنا به على أظهرنا إلى أعلى الجبل برفقة القذائف دون وجود طريق من سابق وهو ما صعب عملية النقل، وعند وصولنا إلى القمة وجدنا أن المسافة بعيدة بيننا وبين مبنى المحافظة، فقررنا أن ننزله فوراً وكان ذلك عند وقت المغرب.

     وصلنا الوادي بعد جهد جهيد وأرجلنا لم تكد تحملنا ، وأيادينا تكاد تتجمد مع البرد القارس، استرحنا لدقائق وثبتنا المدفع على سيارة مدنية تابعة للقائد خالد مسعد كانت مخصصة لحمل المدفع، وبعد نقاش وأخذ ورد قرر الجميع المغامرة والتقدم إلى أقرب نقطة ومعنا كافة أسلحتنا، ثم تمركز المدفع بجانب مكتب مؤسسة المياة (المستشفى الميداني حالياً) بعد أن توزع الجميع بثلاث فرق: الميمنة قطعت خط إمداد العدو من إتجاه الضالع والميسرة قطعت خط الإمداد من قعطبة ليتقدم القلب باتجاه المبنى.

     كنت حينها أعاني من كسور في ساق رجلي الأيمن وكان لايزال جهاز الحديد الخارجي مثبت فيها وكنت فقط استند على عكازين عند التنقل، قال لي حينها أخي الشقيق (فيصل) ”إرجع قدنا موجود يكفي واحد مننا يروح“،  لكن الفاجعة جعلتني أتجاوز كل الصعاب وأبت نفسي إلا أن تشارك، لإني رأيت الجبن والمهانة في عدم المشاركة دون آبه بالمصير، وبسبب ذلك (الكسور) أسندت إلي مهمة قيادة سيارة التموين والدعم التابعة للأخ عبيد قائد سعيد، وكنت أنطلق بها ذهاباً وإياباً طوال وقت المعركة مطفي الأنوار والظلام حالك خوفاً من كشف تحركاتنا من قبل العدو، فكان العدو يستهدف أي ضوء يتحرك، ولكن كانت أنوار المكابح هي دليلهم ليمطروا المكان بسلاح الدوشكا بغزارة، حتى كنت أظن أنها الساعة ولكن الله سلم، وكانت تتم كل عملية دعم وتعزيز بنجاح لمعرفتي المسبقة بجغرافية الطريق.

     بدأ الهجوم والمواجهات عند الساعة الثانية واستمر حتى الساعة السابعة صباحاً، وتم استهداف ثكنة الإحتلال في المجمع الحكومي -وهي الوحدة العسكرية التي قامت بارتكاب المجزرة- بأسلحة المدفعية والآر بي جي وقذائف الهاون والدوشكا والإسلحة الرشاشة حتى وصل الأبطال إلى البوابات والسور بعد دك حصون الحراسات بالمدفعية، وكانت المواجهات على مسافة الصفر استخدمت فيها حتى القنابل اليدوية، ثم أتت الأوامر بالتراجع مع بداية ظهور نور الصباح، ليعود الجميع بسلام.

     ومن طرائف تلك الليلة، كان لدينا مدفع هاون 80 ملم، ونملك عدد قذائف محدودة له بحوالي أربع، لكننا لم نملك الحشوات الخاصة به، فقرر أحد الذين كان لديهم خبرة اكتسبها من العسكرة أن يستعمل حشوات لقذائف هاون أصغر، ربما تكون 60ملم، (لم أكن أفهم كثيرا بالتفاصيل) مع أن كانت هناك معارضة كبيرة من قبل القائد الفقيد مسعد ناصر، لكن تم تثبيت المدفع وتركيب الحشوات الصغيرة للقذيفة الأولى، وعند إطلاقها ارتفعت بمقدر عشرة متر وسقطت بالقرب من مكان المدفع، وانبطح الجميع أرضاً منتظرين الإنفجار، وبما ان المدفع في قعر شعب كان يسمع تدحرج القذيف بعد سقوطها باتجاهنا حتى أيقن الجميع أنها النهاية، لكنها لم تنفجر.

حقاً ، لقد كانت أيام ثورية بامتياز بحلوها ومرها.

الصورة التقطها في تلك الليلة، ولم أقم بنشرها من سابق لأسباب،  وهذه أول أقوم بنشرها.

ليست هناك تعليقات