Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

الولايات المتحدة تؤكد عدم نيتها سحب قواتها من العراق

الولايات المتحدة تؤكد عدم نيتها سحب قواتها من العراق. تقرير - محمد مرشد عقابي: الغد الجنوبي/ خاص أكدت الولايات ال...

الولايات المتحدة تؤكد عدم نيتها سحب قواتها من العراق.

تقرير - محمد مرشد عقابي:
الغد الجنوبي/ خاص


أكدت الولايات المتحدة الأميركية مجددا نيتها الإبقاء على قواتها في العراق، قاطعة بذلك الطريق على القوى السياسية والفصائل الشيعية القريبة من إيران والتي سنت في وقت سابق تشريعاً برلمانياً يدعو حكومة بغداد إلى إخراج هذه القوات، ولا تزال تضغط لمناقشة تنفيذه خلال الحوار الإستراتيجي العراقي الأميركي الذي بدأ في يونيو الماضي وسيستمر في الأشهر القادمة.

وأشار الجنرال "كينيث ماكنزي" قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الى إمكانية تخفيض عدد الجنود الأميركيين الموجودين على الأراضي العراقية بالتشاور مع بغداد وفي إطار الحوار الجاري معها، لكنه أكد في المقابل عدم نية واشنطن التخلي عن دورها في مواجهة تنظيم داعش في العراق وبناء القدرات العسكرية العراقية، مضيفاً في تصريحات لوسائل الإعلام : يمكننا أن ننجز المهمة مع عدد أقل من القوات الأميركية في العراق وسيتم التخفيض بالتشاور مع الجميع.

وقال "ماكنزي" الذي قدر عدد القوات الأميركية الموجودة حالياً في العراق بما بين 5000 و 6000 جندي، ان الحكومة العراقية تعترف بالفائدة التي تحققها لها "الولايات المتحدة وقوات التحالف وقوات الناتو" في القتال ضد داعش، موضحاً : اعتقد اننا سوف نتوصل إلى حل أثناء المشاورات والمفاوضات التي نجريها مع العراقيين، في إشارة إلى الحوار الإستراتيجي الجاري بينهما حالياً.

وفي سياق متصل أوردت قناة الحرة الأميركية على موقعها الإلكتروني ان مسؤولاً دفاعياً أميركياً كشف عن وجود خطط لتخفيض محتمل للقوات الأميركية في المناطق العراقية، ويؤكد ذلك ما تناولته بعض المواقع والصحف في وقت سابق بشأن عمل إدارة الرئيس "دونالد ترامب" على التأسيس لوجود عسكري أميركي على أرض العراق، طويل الأمد لكنه محدود عددياً وآمن، يتيح للولايات المتحدة مراقبة النظام الإيراني عن قرب وخصوصاً تحركاته على محور طهران دمشق بيروت مروراً بالأراض العراقية، ولا يهمل في نفس الوقت الحرص على تجنب وقوع خسائر بشرية في صفوف القوات الأميركية خلال سنة الإنتخابات الرئاسية، حيث يعلم "ترامب" مدى حساسية هذا العامل لدى الناخب الأميركي.

وبحسب مراقبين تدرك الولايات المتحدة تماماً وجود النظام الإيراني في خلفية التحريض على إخراج القوات الأميركية من العراق، ليس فقط بالضغط عن طريق حلفائها من السياسيين العراقيين، ولكن أيضاً بإستخدام الميليشيات التابعة لها هناك في الإعمال الإرهابية التي اقلقت راحة الوجود العسكري الأميركي وحتى الدبلوماسي على الأراضي العراقية من بينها طريقة استهداف السفارة الأميركية في بغداد وبعض المواقع الأخرى التي يتواجد فيها جنود أميركيون.

ولفت الجنرال الأميركي "ماكنزي" الى ان استمرار واشنطن في مساعدة العراق على حربه ضد "داعش" يمثل انتكاسة للنظام الإيراني، مؤكداً بان "طهران" تحاول جاهدة إخراج الولايات المتحدة من المسرح العراقي، وأنها باتت تدرك بانها لن تستطيع إخراج قواتنا عن طريق السياسة ولذلك تحاول فعل ذلك بالقوة من خلال ميليشياتها الإرهابية، لكن درجة سيطرتها على تلك الميليشيات تراجعت بشكل كبير بعد مقتل المدعو "قاسم سليماني" قائد ما يسمى بفيلق القدس الذي أودت به غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد مطلع العام الجاري قتل فيها أيضاً مرافقه العراقي "أبومهدي المهندس" الذي كان يشغل منصب نائب لرئيس ما يسمى بهيئة الحشد الشعبي.

وظهر خلال الأيام الأخيرة نوع جديد من استهداف الوجود الأميركي في العراق يتمثل في التعرض لقوافل إمداد القوات الأميركية بالمؤن، بحسب ما اعلنته الجماعات المسلحة المنفذة لتلك العمليات، ويعتقد مراقبون للمشهد العراقي ان تلك الجماعات هي ذاتها الميليشيات الشيعية الإرهابية التي ترفع رآية "مقاومة" الوجود العسكري الأميركي في العراق وان بدأت تتخفى تحت ستار مسميات غير معروفة في السابق في محاولة لتجنب الرد الأميركي الذي يمكن ان يكون موجعاً ومؤلماً ولا يستثني كبار قادة تلك الميليشيات.

وتبنت جماعة تطلق على نفسها اسم "أصحاب الكهف" تدمير رتل الدعم اللوجستي التابع للجيش الأميركي في منطقة "مكيشيفة" بمحافظة صلاح الدين، واكدت الجماعة في بيان لها تبنيها هذه العملية الإجرامية التي راح ضحيتها العديد من الجنود الأميركيين بالإضافة الى تدمير رتل دعم لوجستي كبير مع توابعه من حمايات أمنية أجنبية في محافظة "صلاح الدين" بمنطقة "مكيشيفة" تحديداً.

وجاءت هذه الحادثة غداة إعلان مسلحين مجهولين عن استهدافهم لثلاث شاحنات قالوا انها كانت تحمل معدات لوجستية للقوات الأميركية بين محافظتي (المثنى والديوانية) جنوبي العراق.

من جانبه اعتبر قائد القوات الأميركية "ماكنزي" بان حلم النظام الإيراني في العراق وصل إلى طريق مسدود مع وجود حكومة عراقية جديدة متحررة من الوصاية وليست موالية لهم بشكل كامل وتتخذ قرارات تخدم مصالح بلادها، واصفاً حكومة رئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي" بأنها كانت هجومية للغاية ومفيدة للغاية في محاولاتها للحد من الهجمات التي تشنها الميليشيات المدعومة من إيران على القواعد العراقية التي تضم قوات أميركية، معتبراً ان الكاظمي يأخذ مسؤوليته على محمل الجد في محاربة هذه الفلول الإرهابية ويسعى جاهداً لحماية قوات التحالف التي تساعده، قائلاً : لهذا السبب شهدنا عدداً أقل من الهجمات على القواعد الأميركية في العراق مؤخراً وبالتحديد منذ توليه مهام قيادة الحكومة العراقية.

ويرى محللين بان رئيس الوزراء العراقي الحالي "مصطفى الكاظمي" يظهر اختلافاً عن أسلافه الذين سبقوه على رأس الحكومة في مرحلة ما بعد سقوط نظام حزب البعث، فهو على الأقل غير محسوب على المعسكر الموالي لطهران، ويبدو أكثر رغبة في تحجيم دور الميليشيات التابعة لنظام الملالي الإيراني، ويبذل جهوداً كبيرة في تتبع عناصر المليشيا الإيرانية وضبط سلاحها رغم صعوبة هذه المهمة في الوقت الحالي.

على ذات الصعيد قال الباحث في مؤسسة جيمس تاون "جاكوب لايس فايس" ان رئيس الوزراء العراقي الذي يخوض معركة ضد نفوذ الميليشيات الخارجة عن سلطة الدولة يواجه مهمة صعبة في الوقت الراهن.

وشرح في مقال تحليلي عن الوضع في العراق ان "الكاظمي" لا يستطيع في الوقت الحالي أن يضغط بشدة على الفصائل الموالية لنظام "طهران" حتى لا يخاطر بمواجهة قد تؤدي إلى زعزعة الإستقرار الأمني والسياسي للبلاد، وفي الوقت ذاته لا يريد التساهل معها حتى لا تتمادى اكثر في غيها ويتسبب ذلك في نفور الحليف الأبرز وهو الولايات المتحدة التي يحتاج هو حالياً الى مساعدتها لإخراج بلاده من الأزمة المالية الصعبة والخانقة التي تمر لها.

ليست هناك تعليقات