Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

مليشيا الحوثي تدمر الشواهد الحضارية والتاريخية لليمن

مليشيا الحوثي تدمر الشواهد الحضارية والتاريخية لليمن تقرير / محمد مرشد عقابي: الغد الجنوبي  شنت مليشيا الحوثي منذ اللحظة الأولى لإنقلابها عل...

مليشيا الحوثي تدمر الشواهد الحضارية والتاريخية لليمن

تقرير / محمد مرشد عقابي:

الغد الجنوبي 



شنت مليشيا الحوثي منذ اللحظة الأولى لإنقلابها على نظام الحكم في الجمهورية العربية اليمنية حرباً شعواء على المعالم والآثار والمتاحف والشواهد الحضارية والتاريخية في هذا البلد توزعت بين النهب والسلب والتدمير المنظم، وأشعل الإنقلاب الحوثي في 21 سبتمبر "أيلول" 2014م شرارة الكارثة بحق شواهد التاريخ اليمني المحفوظة في أكثر من 27 متحفاً حكومياً في عموم البلد، تعرض منها نحو 25 متحفاً للنهب والتدمير الجزئي والكلي، وفق تأكيدات حكومية.

ولدى اليمن موروث أثري كبير فهي موطن أقدم الحضارات العربية وأبرزها وما زال لبعضها شواهد قائمة حتى اليوم، حيث نالت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً نصيب الأسد في نسبة الجرائم الأثرية من نهب وتهريب وتدمير المتاحف اليمنية وآثارها بين التنظيمات الإرهابية الأخرى، ولقادة المليشيا الحوثية سجل أسود يوثق مجازر أثرية تشمل الهدم والقصف والنهب والمتاجرة غير المشروعة والتشويه بالمعالم الحضارية والتاريخية العريقة.

واتهمت الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية، مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً بتحويل العديد من المتاحف إلى ثكنات عسكرية وأماكن لتخزين السلاح والذخائر، مما عرضها للتدمير إضافة إلى نصب منصات صواريخ في المتاحف لإطلاقها على مناطق في الداخل اليمني أو دول الجوار، وقال وكيل الهيئة العامة للآثار والمتاحف في اليمن محمد سالم السقاف في تصريح لوسائل الإعلام، ان المليشيات الحوثية وضعت يدها على المتاحف في مناطق سيطرتها وعبثت بمحتوياتها من خلال بيع القطع الأثرية أو نهبها وأبرزها متاحف تعز وذمار وظفار.

وأوضح المسؤول اليمني أن 25 متحفاً في اليمن تعرضت للتدمير بعضها بشكل جزئي والبعض الآخر بشكل كامل على أيدي التنظيمات الإرهابية وأبرزها مليشيات الحوثي، مشيراً إلى أن هيئة الآثار والمتاحف لم تتمكن من حماية المتاحف وترميم ما تم تدميره منها لعدم امتلاكها الإمكانات الكافية.

وصادف يوم الأربعاء 2021/5/18م، الإحتفال بيوم المتاحف العالمي، وهو ما وصف بانه فرصة لتذكير العالم بمعاول إرهاب الجماعات المتطرفة، ووفق السقاف فإن لهذا اليوم أهمية في حياة الشعوب باعتبار المتاحف مدرسة لحفظ التراث الفني والثقافي والحضاري ونشر الوعي لدى الأجيال بأهمية الحفاظ على هذا التراث وهي ذاكرة الأمة التي يجب صونها وحمايتها من أي أضرار أو مخاطر قد تلحق بها.

ودعا السقاف، حكومة بلاده والمنظمات الدولية المعنية للتفاعل مع هيئة الآثار اليمنية كجهة تتولى مسؤولية الحفاظ على التراث الثقافي لتدارك الوضع الحالي والخطير والذي أصبح يشكل تهديداً لبقائها ومخزونها من الموروث الثقافي الذي يمتد لمئات السنين من أعمال التنقيب والبحث حد قوله، وشدد وكيل هيئة الآثار اليمنية على ضرورة الدعم الحكومي والدولي لهذا الملف الثقافي المهم من خلال رفد هيئة المتاحف بالإمكانات المطلوبة لتقوم بمهامها بالشكل المطلوب وحفظ هذا الأرث والتراث الإنساني وإجراء الدراسات لإعادة تأهيل المتاحف وصيانتها كذاكرة وطنية للتاريخ اليمني.

ولعبت المتاحف عبر الأزمان أدواراً مهمة ومختلفة، حيث تعد ثاني مصدر لفهم الهوية التاريخية للبلد بعد المعالم والشواهد الأثرية والتاريخية، وبحسب أمين عام الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار وعضو المجموعة الإستشارية لمكتب مبعوث الأمم المتحدة لليمن "أسمهان العلس"، فإن المتاحف تعد متطلباً أساسياً يحقق الحفظ والتوثيق والعرض وطرق التعلم والاستمتاع بل وحاجة تعليمية لاحقة لدى المختصين والمهتمين بشكل عام، وتضيف الأكاديمية اليمنية البارزة في جامعة عدن في حديث لوسائل الإعلام، أنه ومع تطور أشكال الإدارة في الدول ظهر دافع جديد للتعامل مع المتاحف كمصدر ثقافي يوفر نشاطاً تنموياً للدولة عبر النشاط السياحي والتبادل الثقافي للبعثات الثقافية المهتمة.

وتابعت بالقول: كما يأتي التركيز على المتاحف وتوظيف دورها في خدمة السياسة الوطنية للدولة باعتبارها مصدراً لتعزيز الذات الوطنية وتربية الأجيال الصغيرة على فهم التاريخي الوطني للبلاد، مشيرة إلى أن المتاحف الوطنية اليمنية تعيش واقعاً قاتماً لعدم وجود رؤية واضحة للموروث الثقافي لليمن وتوظيفه كمورد تعليمي في مختلف مستوياته ومصدر تنموي كبير إذا ما أحسن إدارته.

وتركت الحرب وغياب الدولة في العربية اليمنية، دوراً كبيراً في تأثر المتاحف سلباً طبقاً لأمين عام الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار، وبالنظر للإرهاب الحوثي يعتبر قصف المليشيات للمتحف الوطني بمدينة كريتر في عاصمة الجنوب عدن 2015م الذي شيد 1918م أحد الشواهد البارزة لآلة الخراب الحوثية وموقفها العدائي من التاريخ العربي الأصيل والعريق، ولم تكتف هذه المليشيات الظلامية بل عمدت لنهب محتوياته من القطع الأثرية التي يزيد عددها على 5 آلاف قطعة أثرية تعود إلى مختلف مراحل تاريخ الجنوب العربي القديم والحديث والمعاصر ولا يزال مصير هذه الآثار مجهولاً حتى اللحظة طبقاً لتقارير حقوقية محلية.

وتشير التقارير إلى نهب مليشيات الحوثي بعض مقتنيات المتحف الحربي وإغلاق متحف التراث الوطني في العاصمة اليمنية صنعاء بعد أن أصبح خالي الوفاض من القطع الأثرية باستثناء التماثيل ونحوها، كما وجهت اتهامات إلى كبار قادة الحوثي ببيع نسخة قديمة ونادرة من القرآن الكريم مكتوبة على جلد الغزال من الجامع الكبير في صنعاء لرجل أعمال إيراني مقابل 3 ملايين دولار أميركي، ورصدت حكومة العربية اليمنية نهب مليشيا الحوثي أكثر من 14 ألف مخطوط نادر وآثار ومقتنيات من المتاحف في المناطق الخاضعة لسيطرتها خلال 6 أعوام مضت.

ليست هناك تعليقات