Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

ألغام الحوثي.. كابوس يلاحق أطفال الحديدة

 ألغام الحوثي.. كابوس يلاحق أطفال الحديدة        عين الجنوب / نيوز يمن  يعيش سكان مدينة حيس، جنوبي الحديدة، حالة من الخوف والذعر نتيجة هول م...

 ألغام الحوثي.. كابوس يلاحق أطفال الحديدة

 

 

 

 عين الجنوب / نيوز يمن 




يعيش سكان مدينة حيس، جنوبي الحديدة، حالة من الخوف والذعر نتيجة هول مأساة انفجار أحد ألغام مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، بأطفال كانوا يلعبون كرة القدم بملعب ترابي في منطقة الخط الدائري شرق المدينة.


جريمة بشعة هزت المدينة، بعد مشاهدة جثث الأطفال الذين سقطوا بالحادثة وهي مرمية في الملعب الذي كان متنفساً لهم من أجل نسيان أوجاع الحرب التي خلفتها هذه الميليشيات.


الحادثة تسببت في مقتل طفلين هما، يعقوب نزهان فيصل، ومفيد محمد رُزه، وجرح آخرين، حالة بعضهم خطيرة بسبب اللغم الذي زرعته الميليشيات الحوثية داخل الملعب بهدف قتل فرحة الأطفال والشباب التواقين للحياة.


تبعات نفسية خطيرة


جميع أطفال حارة بني رزه والحساني في حي ربع الحضرمي ومن بينهم الأطفال الذين كانوا شاهدين على تلك الحادثة المرعبة، وعاشوا لحظات الموت، يجتمعون قرب محكمة حيس ويشاهدون الملعب الترابي الذي يبعد عنهم بحوالى كيلومتر واحد، متناولين في يوميات صباحهم هذه الحادثة ومن حالفه القدر لينجو بروحه من موت الألغام الحوثية التي كانت تتربص بحياتهم.


الـ14 من فبراير الحالي قصة وجع لا نهاية لها، حين خرج يعقوب ومفيد كعادتهما يقضيان سويعاتٍ في لعب كرة القدم مع بقية أطفال حارتهم في ملعب تُرابي يكاد يكون من المتنفسات القليلة في المنطقة، ظنوه آمناً، فإذا هو مزرعة للألغام، فتك بهما اللغم الخبيث بدون أي ذنب، ليسجلهما الحوثي في قائمة الغرماء والمستهدفين، وكأن الأطفال كانوا على موعد مع الموت دون أن يشعروا.


وعن الحادثة الأليمة يشرح الطفل عبدالرزاق علي رزه، هول الحادثة والكارثة التي لا تزال صداها في كل منزل بمدينة حيس: "أنا كنت العب مهاجم ومفيد كان دفاع ونحن كنا مستمتعين باللعب وطلعت الكرة لخارج الملعب، وأثناء عودتها بدأ الحكم بالصافرة وعادت الكرة للملعب مرة اخرى، انطلق مفيد لمحاصرة يعقوب فإذا باللغم ينفجر مباشرة بيعقوب ومفيد بجانبه، وقتها سقطت الأرض ولم أستوعب ما حصل اُصبت بالخوف والذعر من هول الحادث".


وأضاف، "يعقوب تحول إلى اشلاء ولم يعرف شكله اما مفيد من الجزء الاسفل إلى منطقة البطن تبعثر كامل وتمزق وعرفناه بوجهه فقط، وبعد ان اسعفوهما انا روحت البيت حقي وقلبي يرتجف، حتى اننا وأنا في بيتي كنت اتخيل أنه امام بوابة بيتنا لغم مزروع، هذه الحادثة لا يمكن انساها حتى لم اهنأ في نومي وانا أتذكر هذا المشهد الذي أصبح كأنه كابوس يلاحقنا".


متعب علي راعي، 13 عاماً، يتحدث بألم وحسرة عن علاقته بالشهيدين وفقدانه لهما تكاد دمعته أن تسط دماً قائلاً، "كُنا نلعب دائماً سوياً ولم نتفارق، اصبت بصدمة عندما شفت يعقوب وهو يطير في الجو من شدة الانفجار".


وببراءة الطفولة يواصل علي سرد حديثه لنيوزيمن، "كُنا نتضارب ونتخاصم وساعة قليل كأنه ما حصل أي شيء بيننا، الآن انا فقدت أصحابي"، متهماً عبدالملك الحوثي المجرم الذي زرع اللغم وفرق بينه وبين صديقيه يعقوب ومفيد. 


مختتماً حديثه، "وبعد أن وجدوا الملعب بينه حقل ألغام قالوا يغيروا لنا ملعب، لكن لم اذهب وأهلي منعونا من اللعب، خائفين إذا تحصل كارثة اُخرى، واُذني فقدت منها حاسة السمع سبب الانفجار الشديد".


عملية تمشيط واسعة


وأشار قائد الفريق 26 مسام سامي سعيد حيمد، أنه بعد وقوع هذا الحادث الأليم، نزلنا إلى أرضية الملعب انتشرت فرق المسح عثرنا بداخل الملعب على حقل من الألغام المضادة للدروع مكونة من شبكة 30 لغماً زُرعت بطريقة إجرامية، وقمنا بتفكيكها وانتزاعها بالكامل، مؤكداً أنهم ما زالوا إلى اليوم يواصلون عملية المسح بأكثر من فرق متخصصة لنزع الألغام، وكل يوم نعثر على حقول وشبكات للألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي قرب مكان الحادث.


ولا تزال المناطق التي تم تحريرها مؤخراً من مليشيات الحوثي مملوءةً بآلاف الألغام التي زرعتها الميليشيات قُبيل فرارها منها وبشكل عشوائي، فكوارث الألغام وعواقبها ستستمر لمئات السنين في حال تم تجاهلها ودون اخذ الاعتبار بها لكونها الآلة الحاصدة لأرواح الأجيال.


وناشد الأهالي في حيس الفرق الهندسية لنزع الألغام التابعة للقوات المشتركة ومشروع مسام السعودي بتكثيف جهودهم وتطهير مناطقهم وأراضيهم من الألغام الحوثية، مطالبين السلطة المحلية باعتماد مركز تنفيذي للتعامل مع الألغام في مناطقهم المحررة بالحديدة لاجتثاث كم الألغام والمتفجرات التي زرعها الحوثيون في المناطق التي كانت تحت سيطرتهم وباتت تؤرق حياة الأهالي.




ليست هناك تعليقات