Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

RTL

RTL

Add

اعلان


 

الاخبار

latest

اعلان


 

من اتفاق الهدنة إلى اتفاق تمديدها.. الحوثي "شيطان" التفاصيل

 عمار علي أحمد، الغد الجنوبي  مع تسارع التسريبات والأحاديث حول قرب الإعلان عن اتفاق تمديد الهدنة الأممية في اليمن، يبرز السؤال الأهم حول إم...

 عمار علي أحمد، الغد الجنوبي 

مع


تسارع التسريبات والأحاديث حول قرب الإعلان عن اتفاق تمديد الهدنة الأممية في اليمن، يبرز السؤال الأهم حول إمكانية تطبيق هذا الاتفاق من قبل طرفي الاتفاق وتحديداً جماعة الحوثي بالنظر إلى الإخفاق الذي لاقى تنفيذ اتفاق الهدنة المعلن قبل نحو عام.

اتفاق الهدنة الذي أعلن في الثاني من أبريل العام الماضي، تضمن 4 بنود فقط تتلخص في: وقف العمليات العسكرية الهجومية، دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة، تسيير الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء، فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى في اليمن.

وخلال ساعات إلى أيام معدودة جرى تنفيذ بنود الاتفاق الثلاثة من قبل التحالف والشرعية، ليتبقى تنفيذ البند الأخير المتعلق بفتح الطرقات في تعز وباقي المحافظات، إلا أن ذلك لم يتم رغم اللقاءات المتعددة التي جرت بين ممثلين عن الحكومة وجماعة الحوثي تحت إشراف المبعوث في الأردن.

تفسير جماعة الحوثي ونظرتها لبند فتح الطرقات، حوَّل هذه اللقاءات من مجرد اجتماعات روتينية لترتيب إجراءات وخطوات فتح الطرقات إلى مفاوضات شاقة ومعقدة لتحديد الأولوية لهذه الطرقات وفتحها على مراحل زمنية، ووصل الأمر إلى غرق لقاءات الأردن في الحديث عن طرقات تعز وتجاهل الطرقات الرئيسية المقطوعة بين المحافظات اليمنية.

أفشلت جماعة الحوثي هذه اللقاءات، بعد رفضها مقترح المبعوث الأممي الذي تضمن فتح طريق رئيسي نحو تعز، حيث أصرت الجماعة على فتح طرقات فرعية طويلة ووعرة بين مدينة تعز ومناطق سيطرتها، رافضة بشدة أي حديث حول فتح طرقات تعز الرئيسية، وهو ما رفضه الوفد الحكومي.

ومثَّل الفشل في تنفيذ بند فتح الطرقات البداية الحقيقية لتعثر اتفاق الهدنة، وإخفاقها في تحقيق الهدف الرئيسي من إعلانها والمتمثل في التوصل إلى "وقف دائم لإطلاق النار ومعالجة إجراءات اقتصادية وإنسانية عاجلة واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية" عقب شهرين من سريان الهدنة، بحسب ما ورد في نص إعلانها من قبل المبعوث الأممي، هو ذاته ما يحاول اتفاق تمديد الهدنة أن يعالجه بعد مرور عام كامل عليها.

ما يكشف حجم التحدي الذي سيواجه اتفاق تمديد الهدنة في حالة الإعلان عنه، بالنظر إلى حجم تعقيد بنوده مقارنة ببنود الاتفاق الأولي للهدنة، وخاصة ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية كتوحيد العملة وإدارة البنك المركزي وملف صرف الرواتب من عائدات تصدير النفط التي توقفت جراء هجمات الحوثي على موانئ التصدير بالمحافظات المحررة.

ملفات معقدة جراء حجم العبث الذي مارسته جماعة الحوثي خلال السنوات الماضية في الجانب الاقتصادي والمالي وكذا بالجانب الإداري لمؤسسات الدولة في مناطق سيطرتها، ليس آخرها إقرارها لقانون منع التعاملات الربوية والذي يهدد بكارثة اقتصادية بحسب تحذيرات محلية ودولية.

بالإضافة إلى المعضلة الأهم والمتمثلة في التفسيرات التي ستقدمها لاحقاً جماعة الحوثي مع بدء مرحلة التنفيذ لبنود الاتفاق الجديد، كما جرى مع بند فتح الطرقات، وبخاصة ملف دفع الرواتب الشائك والذي من المتوقع أن يمثل أكبر تهديد للاتفاق الجديد، بسبب سلوك الجماعة في التعامل مع الاتفاقات، وتحولها إلى ما يشبه بـ"الشيطان" الذي يكمن في التفاصيل.

ليست هناك تعليقات